أعلنت قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن السلطات أجهضت تحركات كان مقرراً أن تنفذها «خلايا نائمة» للمعارضة في الداخل تزامناً مع هجمات المتمردين في دارفور، وكشفت عن عودة وشيكة لمقاطعي الحوار مع الحكومة، بينما تمسك تحالف المعارضة بخيار الانتفاضة الشعبية لإطاحة نظام الرئيس عمر البشير، مؤكداً رفضه أي حديث في شأن حوار. وقال وزير الاستثمار، المسؤول السياسي في الحزب الحاكم مصطفى عثمان أن تحذيرات البشير لحكومة جنوب السودان لوقف دعم المتمردين السودانيين وإيوائهم نهائياً، مؤكداً حرصهم على وقف الحرب والذهاب للتفاوض مع متمردي دارفور و»الحركة الشعبية –الشمال» لتسوية النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق. ولفت إلى أن المعارضة تحدثت منذ فترة عن أنها ستقدم «هدية» للشعب مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتعني مخططاً في دارفور، كان مقرراً أن يصاحبه مخططاً في الداخل لم تعلن تفاصيله لكن السلطات أحبطته في مهده عبر رصد «خلايا نائمة» للمعارضة. في المقابل، تمسك تحالف قوى المعارضة بخيار «الانتفاضة الشعبية» بوصفه هدفاً لإسقاط الحكومة، مؤكداً رفضه أي حديث عن الحوار مع الحكومة. ورهن التحالف أي حوار مع الحكومة بقبولها بوقف الحرب وبسط الحريات العامة وإطلاق المعتقلين السياسيين وإلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة. واتهم رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى خلال مؤتمر في الخرطوم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بإفشال الحوار والتلاعب بالأحزاب التي قبلت بالمشاركة فيه، معلناً اتفاق قوى المعارضة على حشد قواها لإسقاط النظام. وبشّر أبو عيسى باقتراب تحقيق هدف المعارضة «بعد السقوط المدوي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في امتحان الانتخابات المزورة». وأضاف أن المعارضة لن تقبل ترميم وجه النظام أو تجميله، «لأن كل أفعاله وممارساته تؤكد أنه لا بد أن يزول». وتوقع أبو عيسى قبول الحكومة «بصفقة أقلّ لوقف القتال مع المتمردين، لأن ميزان القوى اختلف وما عادت الغلبة لها». من جهة أخرى، قال الجيش السوداني إنه هزم قوةً تابعة ل»حركة العدل والمساواة» في جنوب دارفور الأحد الماضي، كان ضمن أهدافها اجتياح حقل هجليج النفطي، قبل أن يتحول هدفها للسيطرة على إحدى مدن دارفور عشية إعلان نتائج الانتخابات. وقال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد إن المعارك التي انتصر فيها الجيش في جنوب دارفور، تؤثر في العلاقات الأمنية وغيرها بين السودان وجنوب السودان، موضحاً أن جوبا خرقت الاتفاقات مع الخرطوم، بإيواء متمردي «حركة العدل والمساواة» بل و»حركة تحرير السودان» بزعامة مني اركو مناوي. وكشف أن «حركة العدل والمساواة» «حاولت في البداية دخول حقل هجليج النفطي عن طريق «ابيمنم» في ولاية الوحدة الجنوبية لمهاجمة وتخريب مناطق النفط، لكن حكومة جنوب السودان منعتهم من ذلك، لتعود القوة إلى راجا في بحر الغزال ومنها تحركت صوب جنوب دارفور». وأكد أن الحركة انكسرت شوكتها تماماً، بعد أن كانت تُعتبَر من أكبر الحركات المتمردة في السودان، من حيث العدد والإعداد العسكري والنفوذ السياسي».