يبدأ الرئيس المصري حسني مبارك اليوم جولة خليجية تشمل كلاً من الإمارات والسعودية والكويت وتستغرق ثلاثة أيام، يجري خلالها محادثات مع قادة الدول الثلاث، تتناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها عملية السلام والأوضاع في السودان والصومال واليمن والعراق، إلى جانب الملف النووي الإيراني. وكان مبارك استقبل في القاهرة أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الذي يشارك في اجتماع لجنة مراجعة وتعديل النظام الداخلي لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية. وقال لاريجاني عقب اللقاء الذي استمر ساعتين، إنه كان جيداً للغاية وإن المحادثات كانت بناءة وتناولت عدداً من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واعتبر أن نظرة البلدين إلى العلاقات المتبادلة إيجابية وأنه يتوجب على البلدين الاستفادة المثلى من هذه النظرة الإيجابية التي وصفها بأنها مفتاح رئيسي لتطور العلاقات ودعمها بين البلدين. وحول موقف إيران إزاء مشكلة الحوثيين في اليمن ودورها، قال: «إن إيران تساند الحكومة اليمنية وشعبها» الذي وصفه بأنه «شقيق»، كما تقدر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وأضاف: «هناك مفاوضات وحوار دائم ومباشر وسلمي بين البلدين. إن مشكلتنا في اليمن تتعلق بتدخل الأخوة السعوديين في قضية اليمن، وإيران لا ترى أن هناك أي مصلحة في استمرار القتال بين الإخوة اليمنيين في المنطقة»، مشيراً الى أن بلاده «بكل ما تملكه من إمكانات لا تألو جهداً لاحتواء الأزمة الحالية». وسئل عن العلاقة بين إيران وحركة «حماس»، فقال: «إن إيران تساند حزب الله وحماس لأنهما وقفا في وجه إسرائيل، وعلينا أن نوجه الشكر ونشيد بالجهود الجبارة للحكومة المصرية لمساعدة الفلسطينيين». ونفى وجود تضارب أو تعارض بين مساندة ايران ل «حماس» و «حزب الله» وبين تأييدها الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال: «إن مصر بموقعها الجغرافي قدمت المساعدات بكل شكل ممكن للشعب الفلسطيني وأن موقفنا من حماس معنوي ومساند لأي تقارب بين الفصائل الفلسطينية». وفي طهران، أكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في حديث نشرته صحيفة «جام جم» امس ان بلاده تولي اهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية وخصوصا السعودية، وقال إن «علاقاتنا مع الدول العربية جيدة ومبنية على أساس التعاون والصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». ورفض متقي الإتهامات الموجهة الى إيران بالتدخل في شؤون اليمن، وقال ان بلاده «تشدد على ضرورة الحفاظ علي سيادة اليمن ووحدته الوطنية والعمل على إنهاء النزاع الحالي عبر السبل الديبلوماسية ليعود الهدوء والاستقرار إليه». وفي صنعاء (أ ف ب)، أكدت مصادر قبلية متطابقة ان قائد التمرد في شمال اليمن عبدالملك الحوثي أصيب في قصف استهدف موقعه قبل أسبوعين تقريباً واضطر الى الانتقال الى منطقة حيدان التي تبعد 60 كلم تقريباً عن الساحل الشمال الغربي لليمن. وكان موقع «26 سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية قال امس ان الحوثي أصيب بجروح بالغة واضطر الى نقل موقعه بسبب القصف الذي طاوله، كما سلم قيادة التمرد الى صهر العائلة يوسف المداني (24 سنة)، زوج ابنة حسين الحوثي القائد السابق للتمرد الذي قتل في 2004. من جهتهم، نفى «الحوثيون» هذه المعلومات وأكدوا مقتل 54 مدنياً اليوم الأحد في غارة سعودية على منطقة رازح اليمنية الحدودية.