كابول – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – قدم قاسم فهيم، النائب الاول للرئيس الافغاني حميد كارزاي، تشكيلة الحكومة الجديدة الى البرلمان التي ضمت 23 مرشحاً معظمهم وزراء تكنوقراط يدعمهم الغرب، في مقدمهم وزير الداخلية ووزير المال، فيما خلت اللائحة من اسمي مرشحين لمنصبي وزير الشؤون الخارجية ووزير التنمية الحضرية. واحتفظ رؤساء الوكالات الامنية الثلاث، وبينهم رئيس جهاز الاستخبارات في مناصبهم. وكذلك وزير الدفاع عبد الرحيم وردك الذي اشاد به نظيره الاميركي روبرت غيتس. وعينت امرأة واحدة في الحكومة الجديدة تولت حقيبة شؤون المرأة. ولم يرشح كارزاي للمناصب الكبرى اياً من زعماء الميليشيات السابقين باستثناء وزير الطاقة اسماعيل خان الذي القى بثقله وراء حملته الانتخابية. وفيما يتعين ان يناقش البرلمان الترشيحات قبل منحها الثقة، رحب الغرب باللائحة عموماً لكن بعضهم قلقون من ان تشكيلة كارزاي الذي يتعرض لضغط شديد لاظهار جديته في اتخاذ اجراءات صارمة ضد الفساد لم تطرح الا اسماء قديمة، فيما لم يتغير وزراء التعليم والصحة والزراعة الذين تستوعب وزاراتهم معظم الاموال الاجنبية. ويحرص الرئيس الاميركي باراك اوباما على ان يظهر كارزاي كشريك جدير بالثقة والصدقية، في وقت تعتزم واشنطن ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان من اجل قتال حركة «طالبان» وتقلص التأييد العام الاميركي للحرب في هذا البلد. واعلنت السفارة الاميركية في كابول رغبة واشنطن في ان تعكس الترشيحات التزام كارزاي «بالحكم الرشيد والنزاهة والتخصص داخل حكومته». ورأى ديبلوماسيون غربيون ان الابقاء على الوزراء الكبار يعكس صعوبة تعيين كارزاي اشخاصاً مؤهلين لتولي الحقائب المهمة. وقال ديبلوماسي غربي رفض نشر اسمه: «لا تشير اللائحة الى التزام متجدد للتصدي لتحديات كبرى تواجهها افغانستان. لكن الحقيقة ان المجموعة التي يختار منها الرئيس محدودة». لكن ربما يمثل تكليف وزير التجارة المنتهية ولايته وحيد الله شهراني بحقيبة التعدين امراً ايجابياً بالنسبة الى الغرب، خصوصاً ان قطاع التعدين يستطيع جلب ايرادات كبيرة لافغانستان في المستقبل. وتبنى شهراني خلال توليه وزارة التجارة حملة قوية للخصخصة وقضى على الفساد، اذ أقال مسؤولين فاسدين يعملون في وزارته اضافة الى 180 شخصاً ارتبطوا بمشروع نفطي تملكه الحكومة، وبينهم المدير العام الذي وصف بأنه «أحد اكثر الاشخاص فساداً في البلاد». ميدانياً، اعلنت قوات الحلف الاطلسي (ناتو) مقتل جندي اميركي في صفوفها في انفجار قنبلة يدوية الصنع في منطقة جنوبية لم تحددها، ما رفع الى 496 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في افغانستان منذ مطلع السنة بينهم 306 اميركيين. واعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل احد جنودها في انفجار استهدف دورية انضم اليها في منطقة ناد علي بولاية هلمند (جنوب). ورفع ذلك الى 240 عدد القتلى بين الجنود البريطانيين في افغانستان منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية العام 2001.