نالت الدكتورة نورتان عبدالتواب، أستاذة علوم المناعة والكائنات الدقيقة ( Microbiology «ميكروبيولوجي») في كليّة الصيدلة في جامعة القاهرة، جائزة برنامج «لوريال - يونيسكو» المعنوّن «من أجل المرأة في العلم»، عن بحثها حول «اختلاف فاعلية عقار «سوفالدي» من مريض لآخر وفق الجينات الوراثيّة». وفي السنة الجارية، منح البرنامج 3 جوائز للمنطقتين العربية والأفريقيّة، عن بحوث تتناول العلاقة بين الجينات وجهاز المناعة من ناحية، والأمراض المعدية من الناحية الأخرى. وحازت باحثتان من لبنان وجنوب أفريقيا جائزتين عن تلك الفئة عينها. وتهدف الجائزة التي تمنحها منظمة ال «يونيسكو» بالتعاون مع شركة «لوريال» العالميّة، إلى تشجيع الباحثات على التعمّق في البحث العلمي. وتكرّم الجائزة سنويّاً خمس عالِمات متألّقات من القارات الخمس، منهن هذه السنة عالمِة الفيزياء الذريّة المغربية رجاء الشرقاوي المورسلي، لمساهمتها في اكتشاف جسيم «بوزون هيغز» Boson Higgs. وعندما تمكن فريق أوروبي من مركز «سيرن» لفيزياء الذرّة، وتعمل المورسلي في صفوفه، من البرهنة على وجود «بوزون هيغز»، اعتبر الأمر أحد الاختراقات الكبرى في علوم الذرّة. وكذلك قدّمت الجائزة عينها 236 منحة للباحثات الشابات الواعدات. ومنذ إنشاء البرنامج، جرى تكريم 2250 باحثة واعدة جئن من ما يزيد على 110 دول. وسُلّمت الجوائز إلى الفائزات في احتفال استضافته جامعة ال «سوربون» الباريسيّة. في لقاء مع «الحياة»، تحدّثت عبد التوّاب عن مسارها العلمي، مبيّنة أنها حصلت على منحة للحصول على الدكتوراه من جامعة «تينسي» الأميركيّة. وفي العام 2012، استهلت عبد التوّاب بحوثها لما بعد الدكتوراه التي تمحورت على العلاقة بين الجينات والأدوية، بمعنى دراسة العناصر الوراثيّة التي تؤثّر في استجابة المريض للأدوية المختلفة. ويسعى العلم نفسه أيضاً إلى إيجاد توافق بين التركيب الوراثي المحدّد عند كل شخص، مع الدواء الذي يعطى له. جينات وأدوية تأتي عبد التوّاب من أسرة مصريّة مهتمة بالعلوم، إذ يعمل والدها أستاذاً للهندسة الوراثيّة في جامعة «عين شمس»، فيما تعمل الأم أستاذة في «علم وظائف الأعضاء» («فيزيولوجيا» Physiology)، في كلية الزراعة في جامعة «عين شمس» أيضاً. وأوضحت عبد التوّاب أن اختيارها دراسة تتعلق بفيروس الكبد الوبائي من النوع «سي»، كان بسبب الانتشار الواسع لذلك الفيروس في مصر. ويعاني خُمس سكان مصر من ذلك الفيروس، فيما لا تتجاوز النسبة العالميّة للإصابة به ال 2 في المئة. ويقدّر أن 50 ألف وفاة تحدث سنويّاً بأثر من فيروس الكبد «سي». وأشارت عبد التوّاب إلى أن جائزة ال «يونيسكو» تشترط أن يكون البحث متّصلاً بمشكلة علميّة لها بُعد اجتماعي أيضاً. وركّزت أيضاً على أن لكل مصاب بفيروس الكبد «سي»، نظام علاج يختصّ به تحديداً. ويحدث ذلك التخصيص الذي يشمل نوع الدواء وجرعته ومدّته، بفضل معطيات علم الوراثة الدوائي. وأوضحت عبد التوّاب أيضاً أن فوز بحثها بالجائزة جاء بأثر من المردود الإيجابي لذلك البحث على المستوى الوطني، وخبرتها في مجال علم الوراثة الدوائي، وعملها البنّاء مع فريق علمي متكامل.