دعت الحكومة العراقية إيران الى الانسحاب العسكري الفوري من حقل «الفكة» النفطي الحدوي وإنزال العلم الإيراني المرفوع فوق الاراضي العراقية منذ ليل الخميس الماضي، وطالبت الجانب الايراني ب «باحترام سيادة العراق والتزام الحكمة واللجوء الى الحوار الديبلوماسي» وقال متحدث باسم السفارة الإيرانية في بغداد امس «ان طهران تريد حلاً ديبلوماسياً للأزمة». وتابع المتحدث باسم السفارة، الذي طلب عدم نشر اسمه، «سنحل هذه القضية ديبلوماسياً». وقال مسؤول عراقي في ميسان «ان القوات الايرانية لا تزال متواجدة في الفكة اليوم (امس) وأن الحكومة المحلية سترسل وفداً سياسياً الى المنطقة الصحراوية النائية غداً الأحد». وكانت قوة عسكرية ايرانية، مدعومة بالدبابات، سيطرت مساء أول من أمس على حقل الفكة النفطي في محافظة ميسان ورفعت العلم الإيراني فوقه. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في حديث الى مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المحلية: «ندعو الحكومة الإيرانية الى إنزال العلم الإيراني فوراً وسحب المجموعة المسلحة والتزام الحوار والعلاقة الطيبة بين البلدين ولا نسمح لكل من الطرفين ان يمارس مثل هكذا خطوة». وقال الدباغ «نعتبر هذا التصرف تجاوزاً على سيادة العراق وندعو الجانب الإيراني الى التزام الحكمة وتفعيل اللجان المشتركة في شأن الحدود واللجوء الى الحوار الديبلوماسي، ولا نرضى بأي تصعيد ونريد ان يجنح الجانب الإيراني لهذه الدعوة وعدم اتخاذ أي اجراء غير ديبلوماسي وان ما بيننا من علاقات طيبة سيسمح للحوار في حل هذه المشكلة». واكد وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ل «الحياة» استمرار الاتصالات مع الحكومة الايرانية الا انه اشار الى عدم استجابتها حتى الآن لطلب الانسحاب من الاراضي العراقية». واضاف «سنحاول حل الازمة بطرق ديبلوماسية والحوار الثنائي لسحب القوة العسكرية الايرانية من العراق الأمر الذي يمثل انتهاكاً كبيراً لسيادة البلاد». واشار عباوي الى ان «اسباباً فنية حالت خلال الفترة السابقة دون ترسم الحدود ووضع العلامات الفاصلة بين البلدين وحل مشكلة الآبار النفطية الحدودية على رغم وجود لجان فنية مشتركة شكلت قبل شهور لهذا الغرض». وتوقع ان تحمل الساعات المقبلة تغيرات مهمة في المواقف وحل المشكلة بأسرع وقت ممكن. ورفض الناطق باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد في اتصال مع «الحياة» التعليق على الأزمة معتبراً انها «ازمة سيادية تتولى حلها الحكومة من خلال وزارة الخارجية ولا يوجد اي دور لوزارة النفط فيها». وكان مجلس الأمن الوطني عقد اجتماع طارئاً برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة نوري المالكي مساء الجمعة لدرس الموقف في حقل الفكة، وقرر المجلس استدعاء السفير الإيراني في بغداد وتم تكليف السفير العراقي في طهران تقديم مذكرة للخارجية الإيرانية وشدد على «معالجة هذا التجاوز للحفاظ على العلاقات الديبلوماسية الطيبة مع إيران ورفض أي استخدام للقوة وفرض الأمر الواقع». الى ذلك طالبت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية امس، السبت، بعقد جلسة أستثنائية طارئة للبرلمان لمناقشة التوغل الايراني في محافظة ميسان. وقال عادل برواري عضو الجنة «على رئاسة مجلس النواب اخذ دورها في الدعوة الى عقد جلسة طارئة للبحث في التوغل الايراني في محافظة ميسان والسيطرة على الحقل». وأوضح برواري أن» التوغل الإيراني انتهاك للسيادة العراقية، وأن على الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الخارجية العراقية التحرك ديبلوماسياً للوقوف على اسباب التدخل العسكري الإيراني في الحدود العراقية». وذكر أن» التوغل الإيراني رسالة للحكومة العراقية على أن طهران لاعب مهم في العراق، وأن التوغل لم يكن الاول من نوعه فإيران كانت مراراً وتكراراً تتدخل في العراق». من جهة ثانية يزور رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح طهران في نطاق ما اعتبره المستشار السياسي لصالح «يندرج ضمن استراتيجية عراقية للانفتاح على دول الجوار». وقال جبار قادر إن «الزيارة تأتي ضمن سياسة الاقليم للانفتاح على الدول المجاورة وسياسية تمتين العلاقات الاقتصادية والأمنية مع تلك الدول ضمن الدولة العراقية، وليس ككيان مستقل او خارج عن السياسات الخارجية العامة للحكومة العراقية». والتقى صالح في طهران وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي وعدداً من المسؤولين الايرانيين. وتأتي زيارة صالح بناء على دعوة وجهتها الحكومة الإيرانية بهدف تطوير العلاقات بين اقليم كردستان وإيران.