حكم على الرئيس السابق ل "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" (سي آي أي) ديفيد بترايوس أمس (الخميس) بالسجن عامين مع وقف التنفيذ، ودفع غرامة قدرها 100 ألف دولار، في ختام فضيحة تسببت بسقوط مدو للجنرال الذي ينسب إليه تغيير مسار الحرب في العراق. وقالت المدعية العامة جيل ويستمورلاند روز في بيان، إن بترايوس أقر بالذنب أمس أمام محكمة في كارولاينا الشمالية (جنوب شرقي أميركا)، واعترف بأنه "سحب معلومات سرية واحتفظ بها من دون إذن"، وبأنه "كذب على مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) وعلى سي آي أي حول حيازة معلومات سرية والتلاعب بها". وبعد تحقيق استمر أكثر من عامين، أوصى "إف بي آي" في كانون الثاني (يناير) الماضي بإطلاق ملاحقات في حق بترايوس بعد العثور على وثائق مصنفة سرية في كومبيوتر صديقته وكاتبة سيرته باولا برودويل. وتمكن بترايوس من خلال الإقرار بذنبه من تفادي محاكمة مربكة ومهينة لأشهر ضابط في الجيش الأميركي، كانت تهدد بصدور حكم بالسجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات مع النفاذ في حقه لو مثل أمام هيئة محلفين. وقال الجنرال بترايوس لدى خروجه من محكمة شارلوت "اليوم أشهد نهاية محنة استمرت عامين ونصف نتيجة أخطاء ارتكبتها"، بحسب ما نقلت محطة تلفزيونية محلية. وأوضح: "مثلما سبق وفعلت في الماضي، أقدم اعتذاري للأقرب إلي وإلى الذين تشرفت في خدمتهم طوال سنوات في الحكومة والجيش". وأضاف بترايوس قبل أن يصعد إلى السيارة التي تقله "أود اغتنام هذه الفرصة أيضاً لأشكر جميع الذين أعربوا لي عن دعمهم وأثبتوه في سعيي للمضي قدماً منذ استقالتي". وكان الرئيس السابق ل "سي آي أي" استقال من منصبه في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2012 بعدما اعترف بإقامة علاقة خارج إطار الزواج مع باولا برودويل. وأكد في بادئ الأمر أن الوثائق التي اكتشفت في كومبيوتر برودويل لا تعرض الأمن القومي إلى الخطر. لكن عند الاعتراف بذنبه أقر بأنه "حمل" ثماني سجلات وثائق وصفها هو نفسه بأنها "فائقة السرية" إلى منزل في واشنطن قضى فيه نهاية عطلة طويلة مع كاتبة سيرته في نهاية آب (أغسطس) 2011. وترك بعد ذلك أحد هذه الملفات التي تعرف باسم "الكتب السوداء" في هذا المنزل حتى تتمكن برودويل من "الاطلاع عليها" في وقت كانت تكتب سيرته الصادرة العام 2012 بعنوان "بلا ضوابط: مدرسة الجنرال ديفيد بترايوس". وإن كانت سيرته لا تتضمن أي معلومات سرية مستمدة من هذه "الكتب السوداء" إلا أن الجنرال ترك السجلات في المنزل الذي التقى فيه برودويل حتى الأول من أيلول (سبتمبر) حين أعادها إلى منزله في فيرجينيا (شرق) بحسب تقرير الوقائع. وظهرت الفضحية التي طاولت بترايوس بعد ثلاثة أيام على إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما الذي أكد لاحقاً أن القضية لم يكن لها تأثير على الأمن القومي الأميركي. وبدأت المسالة في صيف 2012 حين فتح "إف بي آي" تحقيقاً حول ست رسائل تهديد إلكترونية أرسلها مجهول إلى جيل كيلي (37 عاماً) وهي صديقة للجنرال بترايوس وعائلته. واكتشف "إف بي آي" خلال التحقيق أن باولا برودويل المتزوجة والأم لولدين هي التي بعثت الرسائل الإلكترونية، وعثر العملاء الفيديراليون عندها في بريد برودويل الإلكتروني على تسجيلات لمكالمات حميمية مع ديفيد بترايوس ثم على وثائق سرية.