أدت ملاحقة مركبتي دوريتين أمنيتين، على كورنيش جدة الإثنين الماضي، دراجة نارية على متنها ثلاثة شبان، إلى اصطدام إحدى الدوريتين بالدراجة النارية، التي تسببت في تعرض الشبان لإصابات خطرة، وتم نقل أحدهم إلى مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بعد فقدانه الوعي ودخوله في غيبوبة نتيجة الحادثة. وعلمت «الحياة» أن ملف الحادثة تمت إحالته إلى مركز شرطة السلامة (شمال جدة)، وذلك لاستكمال التحقيقات ومعرفة دواعي الملاحقة الأمنية للشبان في الكورنيش من الدوريتين الأمنيتين. بدورها، تواصلت «الحياة» مع المتحدث الرسمي لشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم الدكتور عاطي القرشي، لمعرفة أسباب الحادثة، إلا أنه أحال الاستفسار إلى الجهاز الإعلامي في الشرطة، وقال: «سيتم التواصل معكم لاحقاً». من جهته، روى أحد راكبي الدراجة النارية في الحادثة الشاب محمد الغامدي ل«الحياة» تفاصيل القضية التي تعود إلى ملاحقة الدوريتين الأمنيتين فجأة للشبان على الدراجة النارية في كورنيش جدة، وذلك من دون سبب مقنع أو محدد، مفيداً بأن الدوريتين حاصرتاهم من الأمام والخلف، إذ كانت إحداهما تسير بعكس اتجاه الشارع. وأكد عدم مخالفتهم الأنظمة أو التعليمات، إذ إنهم فوجئوا بالملاحقة والحصار من الأمام والخلف، ولم يهربوا منها، لعدم معرفتهم سبب الملاحقة، إلا أن إحدى الدوريات تعمدت صدم الدراجة عنوة! مضيفاً: «بعد صدم الدورية الدراجة عنوة ارتطمنا بإحدى الأشجار على الرصيف المحاذي للشارع، وتضررنا جميعاً من تلك الحادثة». وتابع: «أدت الحادثة إلى فقدان صديقي قائد الدراجة النارية (شاكر الحارثي) الوعي، ودخوله في غيبوبة تامة، وتم نقله إلى مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة، بينما هربت الدوريتان الأمنيتان اللتان كانتا تلاحقاننا، وأصبت أنا بقطع في الأربطة والأوتار في قدمي اليسرى، فيما أصيب الشاب الثالث (عمرو) بكدمات في أنحاء جسده». وأشار الغامدي إلى أن عملية إنقاذهم وقدوم سيارة الهلال الأحمر السعودي ونقلهم إلى المستشفى لم تكن سريعة، إذ تم نقلهم إلى أحد المستشفيات الخاصة في جدة، الذي رفض استقبالهم، ليتم نقلهم بإحدى السيارات الخاصة إلى مستشفى خاص آخر، وبلغت تكلفة العلاج 10 آلاف ريال على حسابهم الشخصي، مبيناً أن المستشفى الخاص رفض علاجهم على التأمين الطبي، بسبب صدور بلاغ هرب عليهم من الدوريات الأمنية. وأضاف: «إصابة قائد الدراجة (شاكر) في رأسه تسببت له بكسر في الجمجمة، ونزف في الدماغ، وكسر في الحوض، إضافة إلى كسر في فخذه الأيمن - بحسب التقارير الطبية للمستشفى - وطالبت الشرطة بضرورة توقيفنا في القسم وذلك لمخالفتنا وصدور بلاغ عنا، على رغم أننا لا نعلم ما أسباب ذلك، وقسم الشرطة يتحفظ في التوقيف على الشاب الثالث في الحادثة (عمرو) لديهم». وطالب الغامدي الجهات المختصة بالنظر في الحادثة، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ملاحقة الدوريات الأمنية فجأة للشبان في كورنيش جدة، والتي كادت أن تودي بحياتهم، وتضرر أحدهم بكسور بليغة وغيبوبة تامة، إضافة إلى موقف رجال الأمن قائدي الدوريات الأمنية من الحادثة بعد وقوعها. مضيفاً: «صديقي (شاكر) المصاب بالغيبوبة هو العائل الوحيد لعائلته بعد وفاة والده، ونطالب أمير منطقة مكةالمكرمة بإنصافه وإنقاذ عائلته».