في ظل انعدام أفق تأمين نصابها، وعلى رغم المساعي التي تبذل على اكثر من خط، لا سيما في الخارج لإحداث فجوة في جدار التأزم الرئاسي، فإن الجلسة ال22 لانتخاب رئيس جديد للبنان في سجل الدعوات التي يوجهها رئيس المجلس نبيه بري، انضمت امس الى سابقاتها. فبعد 333 يوماً مرت على الشغور الرئاسي، اخفق المجلس مرة جديدة بانتخاب رئيس بسبب تكرار تعطيل النصاب، اذ حضر الى ساحة النجمة 45 نائباً، فيما المطلوب 86 نائباً لعقد الجلسة، ما حال دون اكتمال النصاب، فأعلن الامين العام للمجلس عدنان ضاهر، باسم بري، تأجيل الجلسة الى 13 أيار (مايو) المقبل. وفي غياب التوافق على الانتخابات الرئاسية، لم يغب طيف ملفات الجلسة التشريعية، والموازنة، وسلسلة الرتب والرواتب، في تصريحات النواب في البرلمان. وفيما اعلن النائب مروان حمادة «ان شعارنا هو الصبر والصمود للوصول الى رئيس توافقي وقائد جيش قادر، ولن نسمح بأن ننجر الى الفراغ والى تفتيت مؤسسات الدولة للوصول الى مؤتمرات تأسيسية لا من اليمين ولا من اليسار»، مشيراً الى زميله هنري حلو الذي كان بصحبته قائلاً: «هذا هو مرشحنا مرشح اللقاء الديموقراطي وما زلنا متمسكين به». ودعا نائبا كتلة «المستقبل» جمال الجراح وغازي يوسف في مؤتمر صحافي مشترك الحكومة الى ارسال الموازنة الى المجلس النيابي. وأكد الجراح ان «الموازنة وقانون الانتخاب جزء من تشريع الضرورة»، معتبراً ان «على الحريص على الدين العام وإعادة تكوين السلطة أن يضغط في الحكومة لإرسال المشروع إلى المجلس». وشدد على «ضرورة أن تكون أرقام السلسلة واضحة»، لافتاً إلى ان «إقرار الموازنة جزء من اعادة تكوين السلطة وكتلة المستقبل جاهزة لاقرارها». أما يوسف فأشار إلى ان «مشروع الموازنة للعام 2015 يجب ان يكون مبنياً على أساس موازنة شاملة ونحن نتعجب كيف ان هناك من طالب بشمولية الموازنة وقد بدل رأيه اليوم»، مشدداً على انه «لا يجوز ان نعيش بموازنات عمرها 10 سنوات». وقال: «نحن مصرون على ان تقر الحكومة الموازنة بأسرع وقت وترسلها إلى المجلس وأن تتضمن ارقام السلسلة وتقر بمشروع خاص داخل المجلس». ولفت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الى أن «المادة 82 ألزمت الحكومة بأن تكون الموازنة شاملة أي كل نفقات ومصاريف الحكومة للسنة المقبلة، يجب أن تشملها»، مشيراً الى أن «الحكومة تصرف على أساس القاعدة الاثني عشرية وذلك مخالف للقانون»، ورأى ان «الحديث عن كلفة السلسلة خارج الموازنة هو هرطقة». وقال: «على الحكومة اقرار الموازنة، وأن تتحمل مسؤولية أي زيادة وتأمين ايراداتها»، مؤكداً ان «أولوية التشريع للموازنة وقانون الانتخاب». واستحضر عضو حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل ذكرى «المئة عام على المجازر الارمنية». وتوجه برسالة تضامنية للأرمن في لبنان والعالم، ألقاها باللغة الأرمنية وأكد فيها انه «يعترف بالمجازر الارمنية». الى ذلك نقل نواب، بعد لقاء الاربعاء، عن الرئيس بري «امتعاضه من المواقف المقاطعة للجلسة التشريعية». وقال: «لا يجوز وقف التشريع وشل المجلس النيابي، علماً ان المشاريع المنوي ادراجها على جدول الجلسة هي مشاريع ضرورية وليست موضع خلاف أو تباين». وأشار النواب الى ان «الاتصالات والمداولات ستستمر في الايام المقبلة في هذا الشأن، لكي لا تؤدي مثل هذه المواقف الى ضرب عمل المؤسسات الدستورية، لا بل ان الاهتمام يجب ان ينصب على انتخاب رئيس الجمهورية بدلاً من تعطيل بقية المؤسسات». يتقن لعبة البلياردو أما رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة فقال رداً على سؤال لدى مغادرته ساحة النجمة: «الرئاسة في لبنان مخطوفة والحكومة تعيش كل يوم هزة، ولم يبق إلا المجلس النيابي الذي يفترض أن يعطي الصورة الحضارية بأنه يعمل». وعن تعليقه على كلام بري حول حل المجلس النيابي إذا بقي معطلاً، قال: «الرئيس بري هو أفضل من يتقن لعبة البلياردو ويستحضرني موقفه هذا بشعر لعمر بن ابي ربيعة «إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر».