بدأت قوى 14 آذار تستعد للجلسة النيابية التشريعية التي يرجح عقدها الأربعاء المقبل على ان يسبقها اجتماع لهيئة مكتب المجلس بعد غد الاثنين برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري وستخصص لإقرار سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام والمعلمين. وكان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ترأس أمس اجتماعاً شارك فيه أعضاء مكتب المجلس نائب رئيس البرلمان فريد مكاري، مروان حمادة، أحمد فتفت، انطوان زهرا، سيرج طور سركيسيان والنواب الأعضاء في لجنة المال والموازنة جمال الجراح، غازي يوسف وجورج عدوان... وعلمت «الحياة» بأن الاجتماع النيابي لقوى 14 آذار يأتي في سياق التوافق على الاطار العام الخاص بسلسلة الرتب الذي بات يحظى بتأييد معظم الكتل البرلمانية وكان موضع تفاهم بين الرئيس بري والنائب عدوان في حضور وزير المال علي حسن خليل. وأكدت المصادر النيابية أن السنيورة سيتواصل في نهاية هذا الأسبوع مع بري ورئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميل ورئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط الذي لديه تحفظات على مشروع السلسلة أبرزها ان الواردات المالية المقترحة تبقى أقل من النفقات المترتبة على صرفها وبالتالي لا يؤيد اعطاء 6 درجات للموظفين الإداريين. وكان رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل استبق موقف قوى 14 آذار وأكد «ان نواب الكتائب لن يحضروا اي جلسة نيابية لا تكون مخصصة لانتخاب رئيس وكل ما تبقى من أمور تمر بعد انتخاب الرئيس وانتخابه هو المفتاح. ولن نحضر اي جلسة خارج اطار الجلسة الانتخابية الا باستثناء واحد له علاقة بانبثاق السلطة وكل ماعدا ذلك هو ثانوي». ولفت الى «ان الحل الوحيد هو ان تكون هناك يقظة وطنية وحس بالمسؤولية التاريخية والوطنية خصوصاً في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان». واعتبر في مؤتمر صحافي ان «على المرشحين للرئاسة الذين لم يتم انتخابهم في 25 ايار (مايو) ان يستنتجوا انهم لا يمكن انتخابهم، وعليهم إخلاء الساحة لمرشحين آخرين، وكل كلام عن تشريع خارج انتخاب رئيس هو تشريع للفراغ. التشريع الضروري هو انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن. فلنضع الأنانيات والمصالح جانباً والتركيز على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت»، معتبراً ان «التصلب بهذا الشكل هو غنج سياسي يضر بمصلحة البلد وكل المواثيق الدستورية، وقد آن الأوان كي نستخلص العبر والنتيجة كي يتم الانتخاب بأسرع وقت ممكن». وقال: «الذي يؤمن النصاب لأي قانون معين يمكنه أن يؤمن النصاب لانتخاب الرئيس وبغياب الرئيس كل تشريع يكون منتقصاً وغير كامل وغير مجد». وأكد «اننا مع سلسلة الرتب والرواتب ولكن نتخوف من كيفية اقرارها، وان يتم فتح باب التشريع». وأشار الجميل الى «اننا نتلهى بالقشور في موضوع انتخاب الرئيس، وانتخابه بالنسبة الى الكتائب هو اولوية، وما يحصل في عرسال ليس سهلاً، وما يقوم به الجيش هو اعمال بطولية، ولا يستطيع لبنان والسلطة الا ان يكونا الى جانب الجيش، والمهمة التي يقوم بها الجيش خطرة وصعبة، بخاصة مع انخلاط الوضع الخارجي والداخلي»، لافتاً إلى «اننا نعرف الواقع الذي يعيشه اهل الجنود المخطوفين ونحن الى جانبهم وجانب اهلهم ونعتبر ان قضيتهم هي قضيتنا، ونأمل بأن تؤدي المساعي للافراج عن العسكريين»، واعتبر «ان الحكومة حاولت من خلال وساطات عدة أن تحقق تحريرهم، وانه ما دام جندي واحد مختطفاً فهذا يعني أن كل لبنان مختطف». ورأى ان «ما يحصل يجب ان يشجعنا على التوقف عند الاستحقاق الرئاسي، لأن الرئيس هو الذي يجمع البلد، وكل الدول تتطلع الى لبنان الذي يقع على جدول اعمال الدول الخارجية، ومن غير رئيس الجمهورية مأذون كي يتحدث باسم لبنان في الخارج، وهذا منطلق وطني ولبناني وكل اللبنانيين يتطلعون الى هذا الموقع». وسأل: «ماذا ننتظر كي نضع جانباً انانياتنا وكل المصالح كي نركز على موضوع انتخاب الرئيس بأسرع وقت؟»، معتبراً ان «عدم انتخاب الرئيس هو تقاعس وطعن بالدستور وبالميثاق الوطني، وكذلك هو طعن بمبدأ الشراكة وكيف يمكن ان تستمر الشراكة بغياب التوازن، والحلقة الأهم في الدولة ورئاسة الجمهورية معطلة، وكيف يمكن ان تستقر المؤسسات الدستورية في ظل غياب الرئيس، والتشريع الضروري هو انتخاب الرئيس بأسرع وقت». وشدد على «ان البطريرك الماروني بشارة الراعي يركز على موضوع انتخاب الرئيس والدول كلها تركز عليه والقمة الروحية في دار الفتوى ركزت ايضاً على ضرورة انتخاب الرئيس، فما الذي ننتظره؟».