شهدت منطقة شاتوي جنوب الجمهورية الشيشانية تراشقاً بالاسلحة الثقيلة ليل الخميس - الجمعة، بعد مرور ساعات قليلة على إعلان موسكو وقف عملياتها الحربية في الجمهورية القوقازية، ما دفع القيادة العسكرية الروسية الى اعلان أن «حملة مكافحة الإرهاب» ستتواصل في مناطق جبلية من الجمهورية يتمركز فيها مسلحون متشددون. ولم تكد تمر ساعات على إطلاق السلطات الشيشانية إحتفالات عمت مناطق واسعة من الجمهورية ترحيباً بقرار روسيا وقف العمليات، حتى وردت الأنباء عن المواجهات العنيفة دارت في المنطقة الجنوبية، ما رسم علامات استفهام حول تأكيدات القيادة الشيشانية في شأن وصول الحرب إلى نهايتها. وذكر مصدر عسكري روسي أن وحدات روسية كانت تقوم بحملة تفتيش في المنطقة أصطدمت بمجموعة من المسلحين الشيشانيين. ودارت بين الطرفين مواجهات استمرت ساعات قبل أن يتمكن أفراد المجموعة من الفرار من المنطقة. في المقابل قال موقع «صوت القوقاز» القريب من المقاتلين الشيشانيين أن المواجهات تواصلت منذ ثلاثة أيام وأن الروس أعترفوا بوقوعها أمس بعدما تكبدوا خسائر في الأرواح والمعدات. ولفتت التطورات الميدانية الأنظار إلى احتمالات عدم تمكن الروس من تطبيق قرارهم بوقف الأعمال الحربية، وهو أمر وجد تأكيدات أمس، عندما أعلن مصدر عسكري روسي أن حملة مكافحة الإرهاب ستتواصل في المناطق الجبلية والتجمعات السكنية القريبة من الجبال في جنوب الجمهورية. ومعلوم أن هذه المنطقة شديدة الوعورة وتشكل حصناً آمناً لتمركز المجموعات المسلحة التي يقدر الروس عدد أفرادها الناشطين حالياً بحوالى 700 مقاتل. وذكر ناطق في وزارة الداخلية الروسية أن «عملية مكافحة الإرهاب ستتخذ شكلاً أكثر دقة وتحديداً للأهداف» خلال المرحلة المقبلة. وكانت موسكو أعلنت الخميس، عن إنتهاء العمليات العسكرية التي عرفت في وسائل الإعلام باسم «الحرب الشيشانية الثانية» والتي أطلقت عليها موسكو تسمية «حملة مكافحة الإرهاب» واندلعت هذه الحرب في العام 1999 عندما قام مقاتلون شيشانيون بالتوغل في أراضي داغستان المجاورة وسيطروا على بعض مناطقها ما دفع موسكو إلى زج قواتها ومواجهة المتمردين بعنف. وأعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أمس، أن يوم الإعلان عن إنتهاء الحرب التي استمرت رسمياً عشر سنوات سيكون «عيداً وطنياً يحتفل به الشيشانيون كل عام» معتبراً أن الشيشان «انتصرت على الشر ودفعت ثمناً باهظاً لحماية وحدة وسلامة الأراضي الروسية». ودافع قاديروف المقرب من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن ضرورة بقاء القوات العسكرية في الشيشان في شكل دائم وقال إن ذلك يشكل الضمانة الضرورية لمواجهة التهديدات الخارجية. على صعيد آخر حذر الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أمس، من أن قرار حلف شمال الأطلسي إجراء مناورات في جورجيا الشهر المقبل «ستكون له عواقب ويهدد بتعقيد العلاقة أكثر بين روسيا والحلف» وقال ميدفيديف أن توجهات «الأطلسي» لتعزيز التعاون مع الجورجيين «لا تساعد على التقارب مع روسيا، بل وتهدد بتعقيدات». وأوضح إنه «عندما يجري هذا الحلف العسكري أو ذاك مناورات على الخطوط، حيث كان الوضع حتى وقت قريب متوتراً للغاية، ولا يزال كل شيء هناك الآن معقداً، فإن هذا يهدد بعواقب أسوأ»، في إشارة إلى إعتراض موسكو على قيام «الأطلسي» بمساعدة الجورجيين على إعادة تأهيل قدراتهم العسكرية. وأضاف الرئيس الروسي: «في ما يخص علاقات روسيا مع حلف شمال الأطلسي، على سبيل المثال، فإن هذه القرارات تثير الارتياب ولا تساعد على استئناف العلاقات. ونحن سنتابع باهتمام بالغ ما سيجري هناك، وسنتخذ الإجراءات اللازمة عند الضرورة».