أثار اختفاء طفلة في الثامنة من عمرها، استنفار سكان حي الناصرة (محافظة القطيف)، وبخاصة الشبان من قادة الدراجات النارية، الذين مشطوا الحي والأحياء المجاورة، بحثاً عنها، وبخاصة بعد نشر خبر عن «اختطافها» في شبكات إخبارية وعبر خدمة الرسائل النصية القصيرة التابعة لأحد الأندية الرياضية في القطيف. قبل أن يكتشفوا لاحقاً أنها كانت في ضيافة أحد منازل الحي. ورزحت أسرة الطفلة فاطمة البشراوي، تحت ضغط نفسي كبير، إثر عدم عودتها إلى المنزل فور خروجها من المدرسة. وقال والدها بشير ل«الحياة»: «استجاب سكان حي الناصرة استجابة كبيرة للخبر، فكان هناك نوع من التكاتف والجهد الجماعي للبحث عن فاطمة. فيما تفرقت مجموعة من الشبان على الدراجات النارية، في الأحياء المجاورة للبحث عنها، وبعد خمس ساعات من البحث لم نتوصل إلى أي شيء». وأضاف «قدمت بلاغًا إلى شرطة محافظة القطيف، إلا أنهم أخبروني بضرورة البحث عنها لدى الجيران والأقارب». ويكمل «عند عودة فاطمة من المدرسة، لم يفتح لها أحد باب المنزل، لذا خرجت باكية، وقد عثر عليها عدد من السيدات، واستضفنها في منزلهن، ومن ثم أحضروها إلى المنزل مرة أخرى، إلا أنها كانت في حال صدمة، وأجهشت في البكاء عند رؤيتي ووالدتها». بدوره، قال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني، ل«الحياة»: «نشدد دائماً عند البحث عن المفقودين، صغاراً كانوا أو كباراً، على ضرورة التبليغ، المتزامن مع البحث عنهم لدى الجيران والأقارب، فهم الوجهة الأولى التي يتوجهون لها، وتحديداً الصغار منهم، إضافة إلى تزويد الشرطة بالأوصاف وصورة شخصية، إن وجدت، وذلك للتعميم عن المفقود»، مضيفاً أن «البلاغات التي تقدم إلى الشرطة حول المفقودين قليلة جداً، وغالباً ما يتم العثور عليهم من قبل ذويهم، إذ يكونون موجودين لدى أحد الأقارب أو الجيران، لذلك يتوجهون إلى مركز الشرطة التابع لمنطقتهم، لإخطارهم بالعثور على المفقود، والتنازل عن البلاغ». وذكر القحطاني، أن هذه النوعية من البلاغات «تؤدي إلى استنفار كامل من قبل أقسام الشرطة، لذا لا بد من البحث عنهم لدى الأقارب والجيران بداية، ومن ثم التقدم ببلاغ إلى الشرطة». وقال: «حال الهلع والاستعجال تكون سبباً في تبليغ الشرطة قبل البحث، واستحضر حادثة حين حضر شخص إلى قسم الشرطة، مقدماً بلاغاً عن هروب عاملته المنزلية، وأخذنا الأوصاف وعممناها، للبحث عنها، إلا أنه حضر فيما بعد، مؤكداً عثوره عليها في المنزل، مختبئة في دولاب الملابس».