بدأ حوالى 300 مظلي أميركي أمس، مهمة تدريب جنود أوكرانيين في يافوريف، أحد مواقع المناورات العسكرية التقليدية بين أوكرانيا وشركائها الغربيين بين مدينة لفيف (غرب) والحدود مع بولندا. وحضر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مراسم تدشين التدريبات التي تشكل أول مهمة ينفذها مظليون أميركيون من الكتيبة ال173 المجوقلة في البلاد، وتهدف إلى إعداد 900 جندي من الحرس الوطني على محاربة الانفصاليين الموالين لروسيا، ما أغضب الكرملين. وتضم الوحدة الأوكرانية التابعة لوزارة الداخلية خصوصاً متطوعين كانوا ضمن ميليشيات الدفاع الذاتي في ساحة ميدان وسط كييف التي شهدت الحركة الاحتجاجية الموالية لأوروبا، وتعرضت لقمعٍ دامٍ من السلطات السابقة الموالية لروسيا في شباط (فبراير) 2014. ووصل الجنود الأميركيون المتمركزون عادة في إيطاليا إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، للمشاركة في مناورات أطلق عليها اسم «الحارس الذي لا يخاف» (فيرليس غارديان) ويفترض أن تستمر ستة أشهر. وسيجري تبديل العناصر الأميركيين مرة كل شهرين. وحدد الكومندان الأميركي خوسيه مينديز مهمة المظليين بتدريب الجنود الأوكرانيين على تقنيات القتال، وتعزيز حرفية ومهارات الطاقم العسكري». وأوضح الكابتن اشيش باتل على موقع الجيش الأميركي أن عملية التدريب التي تنفذ بطلب من السلطات الأوكرانية ستساعد الأوكرانيين على الدفاع عن حدودهم وسيادتهم». وأكد الجيش الأميركي أن المعدات العسكرية التي ستستخدم خلال المناورات لن تسلم إلى القوات الأوكرانية. من جهته، أعلن الناطق باسم الجيش الأوكراني اندريه ليسينكو أن التدريبات الأميركية ستشمل تقديم إسعافات أولية والرد على إطلاق النار ورصد مواقع المتمردين. وتطالب أوكرانيا الغربيين منذ أشهر بتقديم أسلحة دفاعية قاتلة لمواجهة المتمردين، في الشرق، الذين تقول كييف ودول غربية أن روسيا تزودهم أسلحة بالتزامن مع نشرها قوات نظامية في منطقة النزاع، وهو ما تنفيه موسكو. لكنّ الغربيين الذين يخشون تصعيداً مع روسيا وافقوا فقط على تقديم مساعدة غير قاتلة، ونشر مدربين عسكريين. واستناداً إلى ذلك، تستعد بريطانيا لنشر 75 مدرباً عسكرياً في أوكرانيا، كما أعلنت كندا أنها سترسل مئتي جندي. والأسبوع الماضي، أبدت موسكو «قلقها الشديد» من الوجود العسكري الأميركي في أوكرانيا، حيث أوقع النزاع المسلح مع انفصاليي الشرق أكثر من 6 آلاف قتيل خلال سنة. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «الموقف المشجع لواشنطن أمام المخططات الانتقامية لكييف قد يؤدي إلى حمام دم جديد». وسألت: «ماذا سيفعل هؤلاء المدربون القادمون من الجانب الآخر للمحيط، الاستمرار في قتل الناطقين بالروسية»؟