عرضت أجهزة الأمن الأوكرانية لقطات فيديو لعشرة جنود قالت إنهم «من الكتيبة 331 التابعة للفيلق 98 المجوقل في الجيش الروسي»، وأشارت إلى أنها اعتقلتهم قرب بلدة دزيركالني التي تبعد نحو 50 كيلومتراً من جنوب شرقي مدينة دونيتسك (شرق)، لدى قتالهم إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا. وأوضحت أن المظليين أوقفوا مع وثائق هوية وأسلحة، ويخضعون لاستجواب في إطار تحقيق جنائي حول اجتياز الحدود في شكل غير شرعي»، ونقلت عنهم قولهم إنهم «ارسلوا إلى منطقة روستوف الروسية على الحدود، ثم إلى أراضي أوكرانيا». وعرّف أحدهم عن نفسه بأنه يدعى ايفان ميلتشاكوف وكشف بياناته الشخصية واسم كتيبته التي كشف أنها تتمركز في بلدة كوستروما وسط روسيا، وقال: «لم أر المكان الذي عبرنا منه الحدود. أبلغونا أننا سنسير مسافة 70 كيلومتراً خلال ثلاثة أيام». وخاطب آخر عرّف عن نفسه باسم اليكسي جينيرالوف، موسكو قائلاً: «توقفوا عن إرسال أبنائنا. هذه ليست حربنا»؟ وتابع: «إذا لم نأت إلى هنا لم تكن لتقع أي من هذه الأحداث. كان الانفصاليون سيتوصلون إلى تسوية مع الحكومة بأنفسهم». وصرح وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتي بأن «الاعتقالات نفذت أول من أمس. رسمياً يشارك الجنود في مناورات عسكرية في أنحاء مختلفة من روسيا، فيما ينخرطون واقعياً في عدوان عسكري على أوكرانيا». ورد مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن «الجنود الأسرى عبروا الحدود إلى شرق أوكرانيا من طريق الخطأ في منطقة تخلو من علامات، ولم يقاوموا القوات الأوكرانية لدى احتجازهم». لكن الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو قال إن «الجنود نفذوا مهمة خاصة» علماً أن لقطات الفيديو أظهرتهم يرتدون زياً مموّهاً. وأعقب ذلك تحذير الولاياتالمتحدة من «تصعيد خطير» في النزاع الدائر في أوكرانيا، وكتبت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس على «تويتر»: «عمليات التوغل الروسية المتكررة في أوكرانيا غير مقبولة، وخطيرة واستفزازية، إذ لا يحق لموسكو إرسال آليات وقافلات إلى أوكرانيا بلا موافقة الحكومة الأوكرانية». إلى ذلك، أعلن ليسينكو أن المقاتلين الانفصاليين يهاجمون بلدة نوفوازوفسك الساحلية الحدودية المطلة على بحر ازوف جنوب غربي أوكرانيا، مشيراً إلى تدمير القوات الحكومية 12 آلية عسكرية في المنطقة، وسقوط 12 جندياً في صفوفها خلال الساعات ال24 الأخيرة، بينهم 4 من حرس الحدود لدى مهاجمة مروحية روسية من طراز (أم آي 24) مركز كراسناتالوفكا الحدودي في لوغانسك. وتحدثت معلومات أولية عن اندلاع النار في مستشفى البلدة التي يقطنها 11 ألف شخص، وتخضع لحكومة كييف على مسافة 12 كيلومتراً من الحدود الروسية. وكان الجيش الأوكراني أعلن أول من أمس أنه اعترض «عشر دبابات وآليتين مدرعتين لنقل الجند» تحمل أعلاماً انفصالية مباشرة بعد عبورها الحدود إلى نوفوازوفسك، لكن موسكو نفت ذلك. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «تلغراف القرم» بأن أفغينيا كوروليوفا ومكسيم فاسيلينكو اللذين عملا لحسابها فقِدا على متن باص كان متوجهاً إلى القرم، بعدما أعدا تقريراً مذلاً عن أسرى الحرب في دونتسك. وقالت رئيسة تحرير الصحيفة ماريا فولونسكايا: «اتصلت افغينيا ليل أول من أمس بصديقة لها، وقالت إن ناشطين في مجموعة أوكرانية متطرفة انزلوهما من الباص. ومنذ ذلك الوقت لا نعلم أي شيء عن مصيرهما». في كييف، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو حل البرلمان داعياً إلى انتخابات جديدة في 26 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وبرر قراره ب «وجود نواب مؤيدين للانفصاليين في شرق أوكرانيا، ودعم البرلمان في تكوينه الحالي الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، وتصويتهم على قوانين ديكتاتورية».