أكد أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد، في كلمة افتتح بها اعمال مؤتمر القمة الثلاثين لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة الكويتية امس، وقوف دول الخليج مجتمعة الى جانب المملكة العربية السعودية في تصديها للاعتداء على اراضيها من جانب متسللين مسلحين من اليمن، ودان بشدة «ما تتعرض له المملكة من عدوان سافر من قبل متسللين لاراضيها»، داعما «كل ما اتخذه الاشقاء (السعوديون) من اجراءات للدفاع عن سيادة و امن المملكة»، ومؤكداً ان «أي مساس بأمن و استقرار المملكة يمثل مساسا بالأمن الجماعي لدول المجلس». واعرب الشيخ صباح عن أمله في ان «يسود الامن و الاستقرار ربوع الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة بقيادة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح»، مشدداً على «وحدة وسيادة اليمن على اراضيه». وقال ان دول المجلس «تتابع «بقلق بالغ ما يتعرض له العراق الشقيق من اعمال ارهابية»، داعياً العراقيين الى «التكاتف ورص الصفوف لتفويت الفرصة على كل من يسعى لزعزعة امن العراق». وفي الشأن الفلسطيني ذكر ان الخليج يتابع «بأسف وألم بالغين الخلافات التي تعصف بالصف الفلسطيني بين اخوة اشقاء وما سببته تلك الخلافات من تكريس لمعاناتهم، الامر الذي شكل فرصة مواتية لاسرائيل في اظهار المزيد من التعنت و الصلف». ودعا الشيخ صباح الى حل ازمة الملف النووي الايراني بالحوار و الطرق السلمية، وقال «ندعو الى الالتزام بمبادىء الشرعية الدولية بما يحقق التوصل الى تسوية سلمية للملف». واضاف أمير الكويت «اننا وسط هذا المحيط من التطورات (...) لأحوج ما نكون الى تكثيف جهودنا لدعم عملنا الخليجي المشترك لمواجهة هذه التحديات». واشار الى بعض ما يتوقع انجازه في قمة الكويت بالقول «يأتي احتفالنا و تدشيننا اليوم للربط الكهربائي بين دول المجلس وعزمنا على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي وكذلك انشاء سكة حديد دول المجلس، تجسيداً لحرصنا على تحقيق المزيد من تلك الانجازات»، مذكراً بوجود «جدول اعمال حافل بالقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والمشاريع التنموية». وقدم الامير في بداية كلمته تهنئة خاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «بعودة الاخ العزيز علينا جميعا صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الى ارض الوطن مشافى معافى، سائلين الباري تعالى ان يديم على سموه موفور الصحة والعافية ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الوطن». ويشارك في قمة الكويت التي تستمر يومين بالاضافة الى الشيخ صباح كل من خادم الحرمين ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وتغيب عنها سلطان عمان قابوس بن سعيد الذي أناب عنه نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود ال سعيد. وحضر قادة دول المجلس بعد الجلسة الافتتاحية حفلة لمناسبة تدشين مشروع الربط الكهربائي الخليجي الموحد. وسيبحث القادة الخليجيون، بين مواضيع عدة، مسألة اختيار أمين عام جديد لمجلس التعاون. وقبل ساعات من القمة صرح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بأن «الدور يأتي للبحرين» في خلافة الامين العام الحالي القطري عبدالرحمن العطية الذي تنتهي ولايته في نيسان (ابريل) 2011. وقال الشيخ حمد في حديث الى محطة «الجزيرة» التلفزيونية ان قطر «تؤيد مبدأ المداورة في امانة مجلس التعاون» وان الدور يأتي للبحرين التي «من حقها» ان يكون الامين العام منها، و استدرك «كل ما هنالك ان لدينا بعض الملاحظات وقد ابلغناها للبحرين في شكل ودي وهي لا تتعلق بحقها في ان يكون الامين العام (مجلس التعاون) بحرينيا». ومعلوم ان البحرين طالبت بان يمنح هذا المنصب الى وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية البحريني محمد المطوع.