دبي - «الحياة» - حققت أسواق الأسهم الإماراتية أمس مكاسب قياسية، ولحقت بها البورصات الخليجية والعربية، نتيجة للدعم القوي الذي تلقته إمارة دبي من العاصمة ابوظبي وتعهد المصرف المركزي الإماراتي مساندة المصارف المتضررة من أزمة ديون «دبي العالمية». وعوضت بورصتا الإمارات أمس 15 بليون دولار، من خسائرها التي تكبدتها منذ إعلان «دبي العالمية» عن طلب تأجيل ديونها قبل نحو أسبوعين، وتجاوزت 22 بليون دولار، ما انعكس في حينه، سلباً على أسواق المال الإقليمية والعالمية، جراء مبالغة المستثمرين في تخوفهم من احتمال تخلي إمارة ابوظبي الغنية بالنفط عن دعم دبي في مواجهة الأزمة التي تتعرض لها. وحرصت حكومة دبي على إعلان خبر حصولها على 10 بلايين دولار من العاصمة ابوظبي وتعهد المصرف المركزي دعم المصارف المحلية، قبل بدء تداولات أسواق الأسهم، التي ارتفعت إلى الحدود القصوى، بخاصة سوق دبي الذي قفز نحو 10.37 في المئة دفعة واحدة، جراء تهافت المستثمرين على شراء الأسهم، في حين اختفت طلبات البيع بصورة شبه كليه عن شاشات التداول. ووصف كبير اقتصاديي مركز دبي المالية العالمية ناصر السعيدي في تصريح إلى «الحياة»، خطوة ابوظبي والمصرف المركزي، أنه تأكيدٌ للمستثمرين بأن «وحدة الإمارات» ثابتة، وأزالت أي شكوك حول عدم قدرة دبي على الوفاء باستحقاقاتها المالية. وأكد السعيدي أن ما دعم أسواق المال المحلية والإقليمية والعالمية، تأكيد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم المنعقدة حالياً في الكويت، أن اقتصاد الإمارات الذي يعتبر ثاني اكبر اقتصاد عربي، «قائم على أسس سليمة، ويتمتع بقدرة على الاستمرار في تمويل المشاريع الكبرى»، ما دفع أسواق الأسهم الخليجية والعربية الأخرى إلى الانتعاش، أسوة بأسواق الإمارات. وبعد ان ارتفعت معظم اسهم الشركات المدرجة في اسواق المال الى الحدود القصوى، ارتفعت أسواق الأسهم في السعودية 114 نقطة، والبحرين 22.7 نقطة، وأسواق قطر 181.8 نقطة، ومسقط 161 نقطة، والكويت 60 نقطة، والأردن 33.6 نقطة وفلسطين 6.55 نقطة. وأشار السعيدي إلى أن ما دعم أسواق الأسهم العربية، ارتفاع أسواق الأسهم والصكوك والسندات حول العالم، في وقت خفضت المؤسسات العالمية من سعر الفائدة على قروض دبي، ما يؤكد قدرتها على مواصلة تمويل المشاريع. أما الرئيس التنفيذي لمصرف «دويتشة بنك» هنري عزام، فأكد ل «الحياة»، أن الإمارات بعثت «رسالة واضحة» إلى العالم، تؤكد فيها أنها ستواصل دعمها للمؤسسات المهمة في الدولة، مثلما فعلت الولاياتالمتحدة للشركات التي تعثرت جراء أزمة المال العالمية.