بعد أن كانت السيارات أو المنازل أبلغ صور الهدايا المقدمة إلى اللاعبين، تغير الموضوع تماماً ليحاكي وبشكل مباشر اهتمامات المجتمع السعودي. مشجع أهلاوي كان البادئ بالتغيير، إذ لم يكتفِ نواف بن عصاي بتسميته ناقته ب«الملكية» في إشارة إلى اللقب الجدلي الذي تُصر جماهير الأهلي على أحقيتها به، عصاي ذهب أبعد من ذلك عندما منح عمر السومة تلك الناقة. وتحديداً قبل مواجهة الأهلي نظيره النصر في المباراة التي انتهت برباعية أهلاوية كتب بن عصاي عبر حسابه الشخصي في «تويتر» فوق صورة ناقته باهظة الثمن: «لقبها الملكية، قيمتها أغلى من عقد لاعب النصر فابيان، السومة هاتريك وتراها حلالك». أما السومة فكعادته لم يُخيّب ظن المشجع الأهلاوي ولا جماهير ناديه وقاد فريقه إلى تحقيق أغلى الانتصارات هذا الموسم وحفظ سجله خالياً من الخسائر في البطولات كافه، ليبقى الوحيد في العالم من دون خسارة في منافسات الموسم الحالي، وفي المقابل أوفى المشجع الأهلاوي بوعده وقدّم الناقة إلى هدّاف فريقه ودوري «عبداللطيف جميل». لكن نواف بن عصاي رفض أن يقدر القيمة المالية للناقة، مكتفياً بالاستشهاد برأي أهل الإبل الذين قدروها بالملايين بحسب وصفه، وعاد ليؤكد أن أهل منطقة نجد لا يقدمون الناقة هدية لأي أحد، إذ يختارون لها أصحاب المكانة الخاصة بالنسبة لهم، وأضاف «أطلقت عليها اسم الملكية لأجل خالد بن عبدالله، الذي قاد الأهلي إلى منصات التتويج وقاده إلى إنجاز عالمي لم يحققه أي فريق على مستوى العالم بالحفاظ على سجله خالياً من الخسارة». وأكد أحد تجار الإبل والمهتمين ب«المزايين» سليمان الكبير قيمة هذه الهدية، موضحاً أن بيع الناقة لا يكون سهلاً على صاحبها لارتباطه بها، وأشار إلى أن الكثير من مربي الإبل لا تغريهم الأموال التي تعرض عليهم لقاء التخلي عن إبلهم، التي يعاملها بعضهم باعتبارها فرداً من العائلة أو أكثر، وزاد «لكنها تُهدى للغالي من البشر ولمن يستحقها فقط كصورة من صور الكرم». علاقة ملاك الإبل بأملاكهم مشهد يعزز قيمة الهدية التي منحها نواف بن عصاي إلى مهاجم الأهلي البارز، كما يوضح قيمة الفريق بالنسبة لمدرجه، لكنه في المشهد الأكبر يوضح قيمة المنافسات الكروية بالنسبة للجماهير وتضخم قيمة الهدايا التي تأتي بناء على نتائجها.