نيويورك، طوكيو، لندن - رويترز - توافق رئيس البنك المركزي الأوروبي ومدير صندوق النقد الدولي أمس، على أن انتهاج سياسات جريئة هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بحلول سنة 2010 على رغم تحقيق بعض النتائج الإيجابية في الربع الأول من السنة الحالية. ويجدد ارتفاع أسعار الأسهم العالمية، إلى أعلى مستويات في ثلاثة أشهر، ومؤشرات على تحسن الأوضاع الاقتصادية في أجزاء من بعض الاقتصادات، الأملَ في الانتعاش من أسوأ تراجع عالمي منذ ثلاثينات القرن الماضي. وأعلن رئيس «المركزي الأوروبي» جان كلود تريشيه في كلمة ألقاها في طوكيو: ان «الثقة اليوم تعتمد بالتساوي على دقة قراراتنا في هذه المرحلة، وعلى قوة سياسات الخروج من الأزمة». وأضاف: «إن البنك المركزي الأوروبي سيتخذ قراراً الشهر المقبل في شأن أساليب غير تقليدية لدعم الاقتصاد». وأضاف إن البنوك ستكون محور أي إجراءات غير تقليدية يكشف عنها البنك المركزي الأوروبي الشهر المقبل. وتخلّف المركزي الأوروبي عن البنوك المركزية في الولاياتالمتحدةواليابان وبريطانيا، في اتخاذ إجراءات تتجاوز خفض الفائدة لدعم الاقتصاد وأسواق الائتمان. وبدأت البنوك المركزية في شراء سندات من المصارف التجارية، فيما يطلق عليه التيسير الكمي للسياسة النقدية، بهدف تمكين المصارف من تقديم مزيد من القروض إلى الشركات والأسر. ويشعر مستثمرون بالقلق من أن يؤدي ضخ أموال طائلة من قبل البنوك المركزية، إلى زيادة الضغوط التضخمية في المستقبل. وكان مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس – كان، توقع في كلمة ألقاها في واشنطن، أن ينتعش الاقتصاد في 2010 بعد تحرك الاقتصاد العالمي وسط «أجواء سيئة للغاية» هذه السنة. وقال إن الحكومات في الدول المتقدمة تحتاج إلى إصلاح قطاعاتها المالية، عن طريق تخليص المصارف من الأصول التي تنطوي على أخطار وان تتوخى الحذر حتى لا تسحب إجراءات الحفز الاقتصادي قبل الأوان. لكن محافظ البنك المركزي الياباني ماساكي شيراكاوا، توقع « أن يواصل اقتصاد بلاده تراجعه لبعض الوقت». وأضاف، إن «إصدار الأوراق التجارية وسندات الشركات يتحسن، لكن المناخ المالي في اليابان ما زال سيئاً في شكل عام، وصرّح شركات كثيرة، بصرف النظر عن حجمها، أن ظروف التمويل وأساليب المصارف تخلق ظروفا صعبة». وأعطى مسؤولو مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، إشارات متباينة الخميس الماضي، وتوقع رئيس بنك اتلانتا الاحتياطي الفيديرالي، عودة للنمو في وقت لاحق من السنة الحالية، لكن رئيس بنك سان فرانسيسكو الاحتياطي الفيديرالي حذّر من احتمال الدخول في انكماش أعمق. وحذّر عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنكلترا المركزي داني بلانشفلاور في مقال نشر أمس، من أن بريطانيا ستواجه «أزمة وظائف» هذه السنة. وقال «البطالة سترتفع، وستكون على الأرجح، اكبر مشكلة في الانتخابات المقبلة». ودعا إلى دعم مالي إضافي بنحو 90 بليون جنيه استرليني (133.6 بليون دولار) لمعالجة البطالة. وتحدث رئيس البنك المركزي السويسري جان بيير روث عن انتعاش السنة المقبلة وعن أوقات صعبة في الأشهر القليلة المقبلة. وقال: «يُستبعد تحوّل الاتجاه قبل السنة المقبلة، فالانتعاش سيكون بطيئاً إذ إن الصعوبات الراهنة أكثر من مجرد دورات معتادة».