تقول المهاجرة السعودية إلى الولاياتالمتحدة نوال الهوساوي (28 عاماً) إنها واثقة من أنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه باعتبارها أول سعودية تحصل على رخصة قيادة طائرة. وتعمل الهوساوي، وهي من مكةالمكرمة، بجد حالياً للحصول على رخصة تدريب الطيارين. وتقول السجلات الفيديرالية الأميركية إن امرأة سعودية تدربت على قيادة الطائرات في الأردن وتعمل في أسطول طيران خاص في المملكة هي الأجدر باللقب، فيما تشير السجلات نفسها إلى أن امرأة سعودية أخرى سبقتها إلى اللقب بحصولها على رخصة طيران من إدارة الطيران الاتحادي الأميركي في عام 1997، لكن الإدارة تتمسك بالامتناع عن ذكر اسم هذه المرأة بداعي قوانين حفظ الخصوصية. وترى الهوساوي، وهي متزوجة من أميركي اعتنق الإسلام ويعمل معلماً للغة الإنكليزية في إحدى القواعد الجوية السعودية، أنها بعد تأهيلها في الطيران قد تعمل قائدة طائرة تجارية في الإمارات أو قطر. لكنها تحلم أيضاً بالعودة إلى مسقط رأسها للعمل في تقديم الرعاية اللازمة لضحايا العنف الأسري، خصوصاً أنها تعكف على تحضير درجة الماجستير في إحدى جامعات ولاية أوهايو في تخصص الزواج والمعالجة الأسرية، في منحة ضمن برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث. وكانت هذه الشابة السعودية الطموحة عملت سنوات عدة صحافية في بلادها، ثم انتقلت إلى كليفلاند في أوهايو بعد زواجها الأول من مسلم أميركي، إذ عملت باحثة اجتماعية لمساعدة المسلمات المهاجرات إلى أميركا. ويقول زوجها ديفيد مكارتني – في مقابلة نشرتها مدونة «كليفلاند» الإلكترونية - إنه ذهل بقدرة زوجته على التواؤم مع البيئتين السعودية والأميركية من دون أي صعوبات. وكشفت الهوساوي أن حلمها القديم بالقيادة، دفعها ذات ليلة إلى قيادة سيارة والدها في مكة من دون علمه، في حدث نادر في المدن السعودية، إذ لا يسمح للنساء بقيادة السيارات. وتقول إن والدها رجل أعمال مرموق في مكةالمكرمة، وتعزو إليه الفضل في تشجيع إخوتها ال 10 على متابعة تعليمهم والحصول على وظيفة. وأضافت أنها طلبت من والدها أن يعنى بترتيب زيجتها الأولى في عام 2005، لكن أقدارها شاءت أن تنتهي التجربة بالفشل. وتمكنت وحدها في مهجرها من إنهاء إجراءات الطلاق، والالتحاق بمدرسة لتعليم الطيران حصلت على رخصة قيادة الطائرات منها في عام 2008. وفي تموز (يوليو) الماضي اقترنت بزوجها الحالي بعد نحو عام من تعارفهما أثناء مؤتمر إسلامي عقد في مدينة كولمبس في الولاياتالمتحدة. وتقول الهوساوي إن رغبتها الحقيقية تتمثل في نشر المعرفة الحديثة التي اكتسبتها في الولاياتالمتحدة في مجال مساعدة ضحايا العنف الأسري في مدن السعودية. وأضافت: أشعر بأنني يجب أن أقوم بذلك. وسأشعر بذنب شديد إذا اقتصرت حياتي على الطيران بعد كل ما تعلمته وعرفته» في المجالات الأخرى. وتتمتع الهوساوي بشعبية واسعة وسط مدينة كليفلاند إذ تقيم، وإذ يراها السكان كل يوم تقود سيارتها في شوارع المدينة. وتقول إن هوايتها المفضلة إلى جانب قيادة الطائرات هي مشاهدة مباريات كرة القدم الأميركية وهوكي الثلج، وهما رياضتان تعرفت عليهما من خلال إقامتها في الولاياتالمتحدة. لكنها تتمسك بأن أكبر أحلامها أن تقهر العنف الأسري في العالم الإسلامي.