جرّت «فاجعة جدة» لأم سعود وأسرتها المكونة من 13 فرداً العديد من المصائب التي تتوالى عليهم تترى، فبدءاً بالسيول التي اختلطت بمياه الصرف الصحي وداهمتهم في المنزل، جارفة أوراقهم الثبوتية وإتلافها أثاثهم، مروراً بانقطاع التيار الكهربائي عن الدار، وسيناريو عملية الإنقاذ من الطوفان، إلى سكنهم في الشقق المفروشة التي طلب ملاكها منهم الخروج، لاسيما وأنهم سكنوها من دون أوراق ثبوتية. «مليودراما» تعيشها أم سعود وأسرتها منذ أكثر من نصف شهر، تتمنى أن تنتهي على خير في أقرب وقت. وتروي أم سعود معاناتها وأسرتها قائلة: «تدفقت مياه السيول المختلطة بالمجاري إلى منزلنا في حي الجامعة في الساعة الواحدة ظهراً، فعملت على الفور مع والدتي على إيقاظ الأطفال النائمين، للاستعداد للخروج، بيد أن منسوب الماء بدأ يرتفع شيئاً فشيئاً، أدركت أن الخطر محدق بنا من كل جانب، لاسيما وأن رائحة المياه كانت ملوثة»، مشيرة إلى أنهم بدأوا في التسلل إلى السطح والخروج من منزل الجيران، بعد أن غمرت المياه كل المنافذ في دارهم. وتصف المياه التي تدفقت إلى دارهم ب «الملوثة»، لاسيما وأنها مختلطة بالصرف، إضافة إلى أنها جاءت حاملة الكثير من القاذورات، لافتة إلى أنهم بعد أن نفذوا بجلودهم من السيل، توجهوا في بادئ الأمر إلى منزل أحد معارفهم، ومن ثم توجهوا إلى إدارة الدفاع المدني بهدف إسكانهم في إحدى الشقق المفروشة. وأضافت: «دخلنا شقة مفروشة ونحن لا نملك مالاً أو ملابس أو طعاماً، وحتى أوراقنا الثبوتية غير مكتملة ما أخر استلامنا خطاب الدفاع المدني للسكن في الشقق التي وفرتها الدولة». موضحة أنهم لا يزالون معلقين فيها، «إذ جرى تسكيننا بواسطة الدفاع المدني لمدة محددة ريثما تستكمل أوراقنا الرسمية». مضيفة «حتى الآن لم يأت خطاب الشقة المفروشة من الدفاع المدني، فيما يطالبنا ملاكها بالخروج». وذكرت أن حالهم في تدهور مستمر، لاسيما بعد فقد كل ممتلكاتهم، مشيرة إلى أنهم عندما زاروا منزلهم وجدوا الوحل غطى الأثاث، ولم يعد صالحاً للاستعمال، إضافة إلى ضياع جميع مستلزمات الأطفال وكتبهم المدرسية. وتساءلت: «لانعلم ماذا عن وضعنا في الأيام المقبلة؟، في ظل مطالبة الشقق المفروشة لنا بإخلائها، لاسيما أن دارنا متهالكة، وأسرتنا كبيرة العدد نسبة الأطفال والنساء فيها عالية».