بدأ حلفاء «حزب الله» اللبناني في ما يشبه انقلاباً ضده، رافضين الخط الذي ينتهجه في معاداة التحالف العربي - الإسلامي المؤيد لعاصفة الحزم التي تقودها السعودية. إذ سُجلت أمس مواقف عدة لسياسيين معروفين بخطهم السياسي القريب من الحزب، اتسمت بالتمايز الواضح عن موقف القوى المحسوبة على إيران. ويتمسك رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، بالعلاقة الوطيدة مع المملكة العربية السعودية، إذ لا يوفر مناسبة إلا ويثني على مواقفها، ويؤكد أهميتها والحاجة الماسة للحوار على المستوى الإقليمي والعربي، حتى لا تذهب الأمور إلى تصعيد أكثر، خلافاً لمواقف حليفه «حزب الله». (راجع ص15) ودعا بري خلال لقائه الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج إلى التضامن العربي وتعزيز الأخوة العربية خصوصاً في هذه الظروف التي تجتازها الأمة العربية. أما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي فأكد «ضرورة الحفاظ على تاريخ العلاقات مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وتطويرها لما فيه خير لبنان واللبنانيين جميعاً في لبنان والعالم العربي». وأضاف: «هنا لا يسعني إلا أن أعبّر عن تقديري لوقوف دول الخليج عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً مع لبنان الدولة والمؤسسات والأفراد من دون تمييز بين لبناني وآخر ومنطقة وأخرى، ورعايتها الدائمة لكل ما يتفق عليه اللبنانيون، كما أن المملكة لم تبخل يوماً ولم تتردد في دعم الاقتصاد اللبناني ومؤسساته الأمنية»، مشدداً على أن لبنان في غنى عن الانخراط في أي تجاذبات. وجدد رئيس حزب «الاتحاد» اللبناني عبدالرحيم مراد موقفه الذي كان أطلقه عبر «الحياة» بأن السعودية ترى أن أمن اليمن من أمنها وهي محقة في ذلك بعد لقائه أمس رئيس البرلمان، وقال: «الهم الأساس للرئيس بري الوضع المأسوي في اليمن، ولم يترك وسيلة من الوسائل لمتابعة هذا الموضوع والسعي بكل ما لديه من علاقات لدفع الجميع باتجاه الحوار والحل السياسي وإعادة الاستقرار لليمن، إذ إنه يعرف مخاطر استمرار ما يجري في اليمن وانعكاساته على كل الواقع العربي».