أسفرت جهود علمية دولية عن فك أسرار الخريطة الجينية المسؤولة عن التنوع في قارة آسيا، في دراسة أعدتها جمعية «الأشكال المتعددة للتركيبات النووية المنفردة» التابعة لمنظمة الخريطة الوراثية (الجينية) البشرية (هوغو). فقد تبين أن الأشخاص من المنطقة ذاتها، أو أولئك الذين لهم لغة واحدة، تكون لديهم جينات مشتركة أكثر. وتدعم نتائج الدراسة التي أُجريت على 2000 شخص من أنحاء مختلفة من القارة، الفرضية القائلة إن آسيا أصبحت منطقة مأهولة بالسكان في شكل أساسي من طريق موجة هجرة واحدة بدأت من الجنوب وانتشرت في أنحاء القارة. ووجد العلماء نقاط تشابه كثيرة بين سكان القارة في مناطقها المختلفة، كما لاحظوا تزايداً واضحاً ومتدرجاً في التنوع الوراثي كلما انتقلوا من شمال القارة إلى جنوبها. وفحصوا عينات وراثية من أشخاص ينتمون إلى 73 دولة وتحتوي على 50 ألف نمط من «الأشكال المتعددة للتركيبات النووية المنفردة». ووجدوا أن هناك تنوعاً واضحاً في أجزاء معينة من شفرة المورثات (DNA)، التي تجرى مقارنتها عادة لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن يكون شخصان متشابهين جينياً. وأفضت الدراسة أيضاً إلى نتيجة متوقعة مفادها أن الأشخاص من المنطقة ذاتها، أو الذين يتكلمون لغة واحدة، يكون لديهم أيضاً عدد أكبر من الجينات المشتركة. ووجد الباحثون أن هنالك تنوعاً في أجزاء معينة من شفرة المورثات بين الآسيويين. وجرى سابقاً جدل واسع في شأن ما إذا كانت آسيا قد أصبحت مأهولة بالسكان عبر موجتين من الهجرات، أم عبر موجة واحدة.