يبحث ملتقى حقوقي ينطلق الأحد المقبل، وسائل توفير الأمان للمرأة، بمشاركة رجال أمن وقضاة وناشطين حقوقيين وإعلاميين، من الجنسين. وينظم الملتقى الفرع النسوي في هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية في فندق «مريديان الخبر»، لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف العاشر من كانون الأول (ديسمبر). ويستهل الملتقى، الذي يقام على شرف الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز، فعالياته بندوة افتتاحية، تهدف والورش التدريبية التي تعقد على هامشه إلى معالجة قضية العنف ضد المرأة مع الجهات ذات العلاقة، مثل الشرطة، والتحقيق والإدعاء العام، والقضاة، والطبيبات، والاختصاصيات الاجتماعيات. كما يهدف أيضاً إلى تعزيز قدرات الإعلاميين والإعلاميات، على مناهضة العنف ضد المرأة في شكل إيجابي وبناء، إضافة إلى التوعية والتعريف بمخاطر العنف ضد المرأة، وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني على المساهمة الإيجابية في إنهاء العنف ضد المرأة، وتعزيز ثقة المرأة في نفسها. وتبحث الدكتورة هتون أجواد الفاسي، عبر ورقتها، كيفية «تناول الإعلام لقضية العنف ضد المرأة، وانعكاس ذلك عليها»، في محاولة للوقوف على الدور الذي يلعبه الإعلام بين «التعزيز، أو الحد من العنف ضدها». وقسمت مواقف الصحافة تجاه هذه القضية إلى «مستغلة للعنف، ومؤججة، أو محققة فيه ومحاربة له»، مستشهدة بعدد من الأمثلة. وقالت الفاسي ل»الحياة»: «إن الإعلام انفتح على قضايا العنف ضد المرأة، منذ قضية الإعلامية رانيا الباز، فهذه القضية كسرت حاجز الخوف لدى الكثيرات، وأثارت لديهن الوعي»، لافته إلى «النقلة النوعية في التعامل مع قضايا العنف ضد المرأة والطفل، وانتقالها من حالة الإنكار والدفاع عنها إلى الطرح عبر الإعلام ومحاربتها»، مضيفة «أصبحنا نملك الشجاعة في طرح أعصى القضايا الحساسة والمؤلمة». واعتبرت الفاسي، دور الإعلام المرئي في طرح قضايا العنف «مسيئاً إلى المرأة»، منتقدة ما يبثه من مسلسلات عربية. وأشارت إلى «تأثيرها السلبي على العلاقات الأسرية». وقالت: «إن الإعلام المقروء يبدو أكثر إيجابية منه»، مرجحة أن يعود السبب في ذلك إلى «كتاب الدراما، والمخرجين، الذين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، فالإعلام المرئي غير ملام، لأنه وعاء لها». كما تتحدث الدكتورة حصة آل الشيخ، حول «المبادرات الوطنية لتوفير الأمان للمرأة»، وفي المقابل يتناول الدكتور يوسف الجبر، موضوع «دور التشريعات في توفير الأمان للمرأة». ويشارك الدكتور توفيق السيف، بورقة بعنوان «دور المؤسسات المدنية في توفير الأمان للمرأة». وتدير القاعة النسائية الدكتورة ثريا العريض، فيما يدير القاعة الرجالية الدكتور مسفر القحطاني. يُشار إلى أن هذا الملتقى يأتي في سياق «جهود هيئة حقوق الإنسان في المملكة، لتنمية الوعي بحقوق الإنسان، و حقوق المرأة التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية، إضافة إلى إشهار قاعدة المعروف في التعامل مع المرأة، لاسيما بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، على برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان». وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان، أن «رسالة البرنامج هي نشر ثقافة الحقوق في مناخ الأخوة والتراحم، وبناء القدرات المؤسسية في القطاع الحكومي».