«نحن أمانة بين أعناق الجميع بعد أن ودعنا هذه الدنيا ولم يعد لنا صوت يسمع، احمونا من العابثين والدواب، ولا تجعلونا مرمى القاذورات، إذ إننا عشنا مكرمين في حياتنا ولا نريد أن نهان في مماتنا»، وكأن لسان حال الأموات في مقابر مدينة أبها يصرخ هكذا بالجميع مسؤولين وأفراداً، بعد أن أصبحت تعاني إهمالاً وتقصيراً شديدين، تحطمت جراءهما أبواب تلك المقابر، وقربت أسوارها من الأرض لتصير عرضة لدخول الحيوانات ونبش القبور. ويقول المواطن سعيد عسيري (45 عاماً): «نطالب كل من له علاقة وبالذات أمانة أبها باحترام المقابر، والعمل ليل نهار على حراستها، وصيانتها دورياً ومعاقبة كل من ينتهك حرماتها، فهؤلاء الأموات مسلمون، وحماية المقابر وحرماتها أمانة وواجب، وعلينا كمواطنين وجهات حكومية وضع حد لما تعانيه مقابرنا من إهمال جسيم وعدم مبالاة من الجميع». من جانبه، ذكر وكيل الأمين للمشاريع بأمانة عسير في أمانة أبها المهندس علي حسن، أن هناك مقابر جديدة في طريقها للإنشاء وفق مواصفات جيدة، تتجاوز المشكلات التي تعاني منها المقابر الحالية، موضحاً أن الأمانة هي المسؤولة عن صيانتها والاعتناء بها. وفيما كان وكيل الأمين للخدمات المهندس عبدالله المصلح، في مهمة عمل خارج المملكة، قال مساعده الدكتور جابر حمزة: «نؤدي صيانة دورية على كل المقابر، فالكبرى منها يوجد عليها حراس دائمون، كما أننا نأخذ بعين الاعتبار كل شكوى أو تقصير ونعالجه فوراً». وعن حراسة المقابر ومراقبة الحوادث الجنائية قبل وقوعها في المقابر، أوضح المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة عسير العقيد عبدالله القرني، أن مسؤولية متابعة تلك الأمور تخص الأمن الوقائي، وأنه سيستفسر عن ذلك ويرد بهذا الشأن، إلا أن «الحياة» لم تتلق أي اتصال منه مرة أخرى، ولم يجب على اتصالاتها بعد ذلك.