يبدأ السودانيون اليوم (الاثنين)، التصويت في انتخابات تقاطعها الأحزاب السياسية الرئيسة، والتي من المرجح أن تمدد حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر في السلطة منذ أكثر من 25 عاما. والانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى بين 13 و15 نيسان (إبريل) هي الأولى منذ انفصال جنوب السودان عام 2011. وأدى الانفصال إلى فقد الخرطوم لثلث الأراضي وكل الإنتاج النفطي تقريبا. وتفتح مراكز الاقتراع في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش). ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 13 مليوناً بحسب المفوضية القومية للانتخابات. ومن المتوقع صدور النتائج الأولية بعد أيام من إغلاق مراكز الاقتراع. وتقول الأحزاب السياسية التي أعلنت المقاطعة إن التضييق على المعارضة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني خلق بيئة يستحيل فيها منافسة البشير الذي حكم البلاد منذ انقلاب عسكري عام 198. ووجه الاتحاد الأوروبي الذي راقب آخر انتخابات جرت عام 2010 انتقادات للبيئة السياسية التي تجرى فيها الانتخابات. وتعهد البشير بتحسين الاقتصاد الذي ظل فيه التضخم والبطالة مرتفعين. كما تعهد بالحفاظ على الاستقرار، محذراً من حدوث تغيير في الحكم بينما تشهد المنطقة عنفا من ليبيا إلى اليمن. وتعني المقاطعة أن الناخبين سيختارون بين حزب "المؤتمر الوطني" الذي يقوده البشير أو من بين حفنة من الجماعات حديثة التكوين نسبيا. ويقول منتقدو الحكومة إن هذه الجماعات تشكل معارضة صورية ولا تختلف عن حزب "المؤتمر الوطني" في القضايا الرئيسة مثل الأمن والاقتصاد. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس في مدينة أم درمان الواقعة في الجانب المقابل للخرطوم على نهر النيل، وزع شخص منشورات تقول للناخبين "قاطعوا انتخابات الدم". وانطلقت حملة مماثلة على الإنترنت. وتتعامل قوات الأمن مع المعارضين المسلحين في دارفور وبطول الحدود مع جنوب السودان. ومن ضمن أكبر الجماعات المتمردة الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال التي قالت الأسبوع الماضي إنها ضبطت حمولة شاحنة من أوراق الاقتراع في ولاية جنوب كردفان، في إطار حملتها لمنع إجراء الانتخابات. وامتنعت الحكومة عن تأكيد الخبر أو نفيه. ولكنها قالت إنه لن تجرى انتخابات في جنوب كردفان ما لم يتحسن الوضع الأمني. وقال شاهد عيان اليوم إن احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت في مدينة بورسودان في شرق البلاد والواقعة على البحر الأحمر وكذا في مخيمات النازحين في دارفور.