سجّل فنانون فلسطينيون في قطاع غزة، حضورهم في مجال برامج الكوميديا، من خلال إطلاقهم للعديد من الأعمال التي تعبر عن حالة أهالي غزة والقضايا التي يعانون منها بسخرية وفكاهة. وسهّلت مواقع التواصل الإجتماعي نشر الحلقات من دون قيود أو رقابة، ما سرّع من أمر انتشار هذه الأعمال، ووصل إجمالي المشاهدات على موقع "يوتيوب" إلى الملايين. نبيل الخطيب أحد أشهر فناني الكوميديا في غزة، وله برامج تبث على إذاعة محلية، وقناة خاصة على موقع "يوتيوب"، يقول ل"مدرسة الحياة": "غزة بؤرة للأحداث في العالم، ومليئة بالقصص الإنسانية والاقتصادية، وتمر بين كل فترة وأخرى بحروب وحصار، والناس هنا يسيطر عليهم الحزن". ويكمل الخطيب: "جاءت الفكرة لتتناول قضايا أهالي قطاع غزة بطريقة ساخرة. ومع خروج أول حلقة من برنامجنا "بلدي غزة"، نزل على الجمهور كالمطر الذي يصيب أرضاً قاحلة. وتبين لنا أن غزة متعطشة لمثل هذه البرامج، حيث اعتقد الناس أنه ليس من حقهم الفرح أو الضحك في ظل ما يعانونه من أحداث". ويوضح الخطيب أن أفكار برنامجه يستمدها من واقع الغزيين، وقضاياهم، لذلك حققت القبول وسرعة في الانتشار. أما مخرج برنامج "بس يا زلمة" الكوميدي ثائر منير، فيقول: "الفكرة بدأت بعد تخرجنا من الجامعة مباشرة عام 2009، حين وجدنا واقع قطاع غزة مليئاً بالأزمات، فأردنا التعبير عنها بأسلوب فكاهي، بخاصةً مع انتشار الكوميديا في الوطن العربي". ويوضح منير أنه "في البداية كانت ردة فعل الجمهور سلبية، لأن برامج الكوميديا جديدة على المجتمع الفلسطيني في غزة. لكن سرعان ما تأقلم الجمهور مع أفكار البرنامج، حين وجد أنها تمس حياته وتعبر عن همومه بطرق لم يعهدها. ووصلت إجمالي مشاهدات حلقات "بس يا زلمة" على قناة البرنامج على موقع "يوتيوب" إلى 10 ملايين مشاهدة، مع آلاف التعليقات المعبرة عن رضى المتابعين وسعادتهم لأداء الفرقة الفنية رغم إمكانياتها البسيطة. في السياق نفسه، نجح برنامج "تغيير جو" في رسم الابتسامة على وجوه متابعيه من خلال الأفكار التي تمس حياتهم، وطريقة تقديمها بشكل كوميدي. ويقول مقدم البرنامج محمود أبو فرقان: "على رغم الإمكانيات البسيطة، نجحنا في إخراج الناس من حالة الكبت التي يعيشونها بسبب الأحداث التي يمر بها قطاع غزة، ووصلت عدد مشاهدات برنامجنا على القناة على موقع يوتيوب إلى 200 ألف مشاهدة".