شدد رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، على أن المقاومة الشعبية في اليمن تحتاج إلى بناء هيكل تنظيمي يساهم في حل أزمة الفراغ العسكري، محذراً من المساعي الإيرانية لإغراق اليمن في الفوضى من خلال تفجير القضايا الطائفية والخلافية والتعويل على تفاعلات البيئة الحاضنة لتعزيزها. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مركز الإعلام والدراسات العربية- الروسية، وحذر خلالها من مغبة استغلال الحوثيين لوسائل الإعلام في بناء أرضية معادية لقوات التحالف في الداخل اليمني، مطالباً قوات التحالف بالاهتمام بالعمليات الإنسانية لمساندة الشعب اليمني بالتوازي مع العمليات العسكرية، لتخفيف الضغوط على المواطنين العزل وقطع الطريق على أي محاولات لاستغلال الحدث وتوجيهه بطريقة خاطئة لتحقيق أهداف سياسية.وفي المحاضرة ذاتها حذر الخبير في الشأن الإيراني الدكتور نبيل العتوم من استغلال الأطراف المعادية للتحالف الظروف كافة لخدمة توجهاتها، بما فيها إمكان اختلاق أحداث أو توجيه ضربات داخلية تجاه الآمنين، بهدف تنفيذ أجندتهم، مؤكداً أن الإيرانيين قاموا بتكوين خلية لرصد ردود الفعل الإعلامية وكل ما يدور في وسائل الإعلام العربية لقراءة المشهد وتقديم العون لحلفائهم اليمينين. وأشار غلاب إلى أن شعوراً بدأ يتنامى بين الحوثيين من خارج النواة الصلبة لهم، بأن إيران باعت «التنظيم» واليمن في صفقة دولية مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن تأخر إيران في تقديم أي عون للتنظيم حتى اللحظة خلق كثيراً من التساؤلات الداخلية، وأثار علامات استفهام في ظل المراهنة المطلقة سابقاً على الدعم الإيراني الشامل. وأكد غلاب، الذي كان يعمل أستاذاً للعلوم السياسة في جامعة صنعاء قبل اندلاع الأحداث في اليمن، أن أي حل لا يضمن نزع سلاح الميليشيات وإعادة تكوين النظام العسكري وفق نظرة مؤسسية شرعية ستكون نتائجها المستقبلية وخيمة، مشيراً إلى أن تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين كوّن «سلطة افتراس انقلابية» تجمعها المصالح المشتركة، مشدداً على أن محاولات الحوار الآنية المطروحة لا تهدف إلى إيجاد إطار للحل السياسي، وإنما عن فرصة لترتيب الصفوف. من جهته، أكد الدكتور نبيل العتوم أن إيران نقلت مفاوضاتها مع الغرب من سياسة خلف الستار إلى العلنية، مشيراً إلى أن مساعيها للاتفاق على الملف النووي يأتي في إطار رغبتها في تحسين الوضع الاقتصادي لها، وخصوصاً أن الاتفاق سيوفر نحو 170 بليون دولار، ما سيساهم في تحسين أوضاعها وتمكينها من تنفيذ أهدافها في المنطقة. وأضاف العتوم: «إيران ترى أن هشاشة الوضع في الدول العربية سيسهل تمكنها من اختراق الوضع العربي، وهي تتهم حالياً السعودية بقيامها بالتعبئة السنية في العالم العربي، وتطرح في إعلامها كثيراً عن السعودية، وكل هذه الأمور لأجل تعبئة الداخل الإيراني».