اتهم الكسندر زاخارتشنكو، رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» التي اعلنها انفصاليو شرق أوكرانيا الموالون لروسيا قبل سنة، سلطات كييف ب «تجاهل اتفاق مينسك 2 للسلام بالكامل»، ولم يستبعد استئناف القتال في الشرق. وقال: «بالتأكيد تنتهك كييف اتفاقات مينسك، واستئناف المعارك غير مستبعد». وكانت بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الى الشرق المكلفة مراقبة وقف النار أعلنت الأربعاء الماضي أنها «لاحظت تزايد انتهاكات وقف النار في منطقة دونيتسك، عبر إطلاق قذائف هاون ودبابات ومدفعية وحتى قائفات صواريخ متعددة الرؤوس غراد». ولمّح زاخارتشنكو (38 سنة) الذي يستقبل ضيوفه ببزة عسكرية في مكتب مزين بأيقونات وصورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرن هاتفه الخليوي لحن النشيد الوطني الروسي، الى إمكان ان يطلق المتمردون انفسهم الأعمال العدائية لاستعادة مدن سيطروا عليها قبل أن تنتقل الى سلطة كييف بعد الهجوم الأوكراني الصيف الماضي، خصوصاً مرفأي ماريبولو وسلافيانسك. وقال: «تجب استعادة الأراضي المحتلة موقتاً. الأفضل أن يحصل ذلك بوسائل سلمية عبر اتفاق مينسك». وأضاف: «خلافنا الأساسي مع كييف هو أننا نتفهم انه يجب إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا لإعادة أراضينا المحتلة موقتاً. نعيش في شكل مستقل، ونبني علاقاتنا مع كييف كما يحلو لنا». ويرى زاخارتشنكو اتفاق «مينسك 2» اعترافاً بجمهورية دونيتسك الشعبية كدولة، بينما يقضي النص «بإلغاء المركزية» لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك بعد إصلاح الدستور الأوكراني قبل نهاية السنة. ورفض قائد المتمردين مراقبة أوكرانيا حدود منطقة النزاع، بحسب اتفاق مينسك، وقال: «حرس الحدود التابعون لنا سيراقبونها وفق اتفاق مينسك» ويسيطر المتمردون على اكثر من 400 كيلومتر من الحدود مع روسيا. ونفى زاخارتشنكو إرسال روسيا وحدات أو معدات لمساعدة المتمردين، كما تؤكد كييف والغربيون. وتحدث عن وجود «متطوعين روس فقط بينهم عسكريون سابقون أو عسكريون استقالوا وجاؤوا للقتال». وعلى غرار مسؤولين متمردين آخرين، أبدى زاخاراتشنكو حنينه للاتحاد السوفياتي السابق، معتبراً «أنه كان بلداً عظيماً، وتدميره من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، وبقية أجهزة الاستخبارات كان خطأ كبيراً». وأضاف: «أوروبا ودول أخرى كانت تخاف منه الى درجة الهلع». على صعيد آخر، اتهمت منظمة العفو الدولية الانفصاليين بتنفيذ ما وصفته بأنه «عمليات إعدام خارج القانون في حق جنود أوكرانيين أسرى»، وطالبت بفتح «تحقيق سريع ومحايد». وتحدثت كمثال عن الجندي ايغور برانوفيتسكي الذي قاتل في مطار دونيتسك، وعذب وقتل في الأسر. وقالت المنظمة إن «شريط فيديو نشر على يوتيوب يظهر تعرض برانوفيتسكي للصفع على وجهه». كما أعلنت أنها شاهدت صوراً لجثث ثلاثة جنود آخرين على الأقل اعدموا برصاصة في الرأس. وتحدثت عن مكالمة هاتفية نشرتها في 6 نيسان (ابريل) صحيفة «كييف بوست» الأوكرانية الصادرة بالإنكليزية مع قائد انفصالي اسمه الحركي «موتورولا» أكد «مقتل 15 جندياً أوكرانياً أسرتهم قواته». ونفى داريا موروزوفا، المكلف حقوق الإنسان في «جمهورية دونيتسك» حصول هذه الانتهاكات، وقال إنها «مزاعم».