قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن محاولات الحوثيين وأعوانهم الاستحواذ على الأراضي بالقوة وتقويض سلطة الحكومة الشرعية تشكّل «انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن ولالتزامات الأطراف في العملية السياسية التي تسهلها الأممالمتحدة». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الأممالمتحدة: «منذ التقدم الأولي للحوثيين، تصاعد الوضع بشكل كبير ليؤدي إلى عملية ائتلاف عربية عسكرية بقيادة السعودية بناء على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي». (للمزيد). إلى ذلك، وصل إلى الرياض أمس القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول صدقي صبحي. وكان في استقباله، لدى وصوله إلى مطار قاعدة الرياض الجوية، وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين. وعقد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اجتماعاً مع الفريق أول صدقي صبحي، ناقشا خلاله المشاركة العسكرية لمصر في تحالف «عاصفة الحزم»، وسبل تعزيز العمل العسكري المشترك في التحالف، بما يحقق أهداف العملية العسكرية في تخليص اليمن من المتمردين الحوثيين وأعوانهم، وعودة الشرعية بشكل كامل إليه. من جانبها، أكدت قيادة قوات التحالف اتخاذ الرد المناسب إذا حاولت السفن الإيرانية دعم الميليشيات الحوثية، وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري «إذا حاولت السفن الإيرانية دعم الميليشيات، فإن قوات التحالف ستتخذ معها الرد المناسب» مؤكداً الموانئ والمجال الجوي اليمني تحت السيطرة. وذكر عسيري، أن قوات التحالف توشك على قطع الاتصالات بين الميليشيات والقيادة الحوثية بشكل كامل، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على عزل القيادة الحوثية تماماً، من خلال استهداف الاتصالات بين صنعاء وشمال اليمن، وتحديداً صعدة التي تختبئ فيها قيادة الحوثي. وأعلن استهداف مستودعات وكهوف استخدمت لتخزين آليات وأسلحة وذخيرة في مناطق يمنية عدة. كما استهدف طيران التحالف اللواء ال19 في بيحان، واللواء ال22 في شبوة، لمنعهما من استخدام آلياتهم ضد المقاومة والمدنيين. ووجه عسيري رسالة شديدة اللهجة إلى من يتواطؤون من زعماء محليين وشيوخ قبائل، في إخفاء وتخزين الأسلحة بين المدنيين، مشدداً على عدم استضافة أية آليات تابعة للحوثيين وأتباع صالح، وإلا سيتم استهدافها. ووصف العميد ركن عسيري وضع الميليشيات الحوثية ب«المجموعات الصغيرة»، التي فقدت الارتباط ببعضها، وباتت تتحرك بحسب الضغط الذي يمارس عليها من عمليات التحالف، مؤكداً أن أهداف «عاصفة الحزم» تتحقق بشكل واضح. وكشف عسيري عن صعوبات يعانيها المتمردون في الإمداد والتموين، مقللاً من شأن دخول الميليشيات بعض المناطق اليمنية، معتبراً ذلك محاولة منها إلى صناعة نصر إعلامي. وأوضح أن قوات التحالف تحقق أهدافها بنجاح، مشيراً إلى انخفاض عمليات الدفاع الجوي ومحاولات إطلاق الصواريخ البالستية. كما أشار إلى أن القوات البرية مستمرة في استهداف أي تحرك على الحدود الجنوبية للسعودية أو الشمالية لليمن، في حين تواصل القوات البحرية عمليات المراقبة للجزر والموانئ، لافتاً إلى إغارة التحالف على تجمع للأسلحة بالقرب من باب المندب. وحول اقتراب بوارج إيرانية من خليج عدن، قال المتحدث باسم قوات التحالف إن من حقها البقاء ضمن المياه الدولية، لكنه شدد على أنها في حال حاولت إمداد المتمردين، فالتحالف له الحق في اتخاذ الرد المناسب. وذكر أن الميليشيات الحوثية وأتباع صالح تتبع تكتيك «حرب الشوارع» في محاولة منها لإظهار ضربات التحالف موجهة للمدنيين، لكن اللجان الشعبية والمقاومة يواجهونهم بالتكتيك نفسه «والعمل جارٍ على دعم اللجان الشعبية بدعم نوعي سيغير الأوضاع على الأرض». وعما إذا كان هناك زعيم للمقاومة أو اللجان تتعاطى معه قوات التحالف، أوضح العميد عسيري أن «الكشف عن الأسماء ليس من مصلحة المعركة»، مشيراً إلى وجود تنسيق بين الحكومة الشرعية واللجان الشعبية. وجدد عسيري قوله إن التحالف جاء ليحبط عملية اختطاف الحوثيين لليمن ونهب مقدراته، ولافتاً إلى أن الاستجابة لطلب الشرعية «أمر طبيعي». وزاد: «وإلا فلا قيمة للمجتمع الدولي وقوانينه». وأكد أن تحركات الميليشيات المتمردة أضحت «محدودة وفردية»، مؤكداً أن قوات التحالف تعمل بشكل جاد من أجل وصول المساعدات إلى عدن عبر التنسيق مع اللجان الشعبية. وأكد أن جميع دول التحالف تشارك بإمكاناتها في المعركة، ضارباً المثل بأحد المواقع التي ضربت وتم عرضها خلال الإيجاز الصحافي، بقوله إن طياراً مصرياً من نفذ العملية، مؤكداً أن العمل جماعي وتكاملي بين دول التحالف.