يستضيف مبنى مؤسسة «نوى» في البلدة القديمة لمدينة رام الله، لقاءً موسيقياً مختلفاً مساء كل أربعاء عنوانه «يلا نغني»، هو أقرب إلى «الفضفضة» عبر الغناء والعزف. وتقول الموظفة سامية الرمحي أن اللقاء لا علاقة له بالمحترفين: «أنتظر كل أربعاء، كأن لديّ موعداً غرامياً. باتت هذه المناسبة نوعاً من تفريغ تعب الأسبوع من خلال الموسيقى والغناء». وتضيف الرمحي التي تواظب على الحضور إلى مقر المؤسسة للمشاركة في «يلا نغني» منذ سنة ونصف السنة: «إنها فرصة لتعلم الموسيقى والغناء في سن متقدمة. لا أملك صوتاً جميلاً ولكنني مع الوقت تعلمت أصول الغناء وقواعده، وبتّ أستمتع بالموسيقى». بدأت لقاءات «يلا نغني» قبل سنتين، كما قال نادر جلال المدير العام لمؤسسة «نوى»، وهو من ثمار برنامج «هنا القدس» الذي من بين أهدافه تنمية ذائقة الجمهور المحلي في فلسطين في ما يتعلق بالموسيقى العربية، خصوصاً أن إنتاجات «هنا القدس»، كلاسيكية عربية لموسيقيين ومطربين فلسطينيين وعرب، وبالتالي يصب «يلا نغني» في خانة تحقيق هذا الهدف. في البداية كان اللقاء مرة كل شهر، ومع الوقت، تغيرت الأوضاع بعد الاقبال الكثيف من مختلف الأجيال والطبقات المجتمعية، فتحول اللقاء الى أسبوعي. ويقول جلال: قررنا أن نختار كل أسبوع مجموعة من الأغنيات، نطبع كلماتها مسبقاً، ونوزّعها عبر البريد الالكتروني للمشاركين، ونتبادلها في ما بيننا، لنغنيها معاً في اللقاء المقبل، وأحياناً نترك مساحة للارتجال، وهي مساحة مهمة للتفريغ». ويضيف مدير «نوى» ل «الحياة»: من مواصفات الأغنيات المختارة ان يكون لها مقام، وأن تكون ثقيلة موسيقياً، أي أن لا تكون أغنيات سطحية... بات لدينا الآن العديد من الملفات الخاصة بهذه الأغنيات، فيما يقوم المدرب بتمرير بعض المعلومات البسيطة عن مناسبة الأغنية، ونوعية اللحن، والملحن، وغيرها». ويرى جلال أن الجمهور يستمتع «بجماليات الغناء العربي، وبعض المعلومات البسيطة عن الموسيقى العربية والمقامات والاغاني المعروفة والمشهورة عربياً، وهذا ما يولّد لدى الحاضرين ثقافة فنية تجعلهم مع الوقت قادرين على التمييز بين الأغاني العميقة والسطحية». ومن بين الحاضرين كانت عائلة الحلو التي باتت مع الوقت من أصدقاء «يلا نغني» والمواظبين من صغيرها حتى كبيرها على لقاءات مساءات الأربعاء. وتقول الأم ميساء الحلو: «ابني محمد (11 سنة) يتعلم الموسيقى والغناء منذ سنتين، وهو صاحب اقتراح قدومنا للاستمتاع باجواء «يلا نغني». أحببنا الفكرة وقررنا المشاركة كل أربعاء، حتى نتمكن وأطفالنا من الابتعاد عن أجواء المدينة الصعبة والمثقلة بالضغوط، كما أنها فرصة لإبعاد أبنائنا عن ال «آي باد» وال «لاب توب»، للاستمتاع بهذه الأجواء الغنائية والموسيقية». ويقول مدرّب «يلا نغني» ومدير فرقة «يلالان» للموسيقى الشرقية محمود عوض إن من بين أهداف اللقاء الاستمتاع بالغناء، وتكوين ذائقة فنية مع الوقت. ويضيف: «لإثارة الوعي حول هذه الاغاني وموسيقاها، أقمنا مشاريع عدة، منها نشاط تجريبي لمجموعة من الشباب جمعناهم لنغني جميعاً للموسيقي الفلسطيني روحي الخماش ذات يوم. وفي كل مرة هناك برنامح مخطط له، وآخر عفوي». ويوضح نادر جلال: «ذهبنا إلى ما هو اكثر من موسيقى الخماش باتجاه ام كلثوم وعبدالوهاب وصباح فخري وغيرهم».