رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «من المبكر جداً تقدير ما ستكون ارتدادات الاتفاق النووي الأميركي - الإيراني على علاقة إيران بالدول الخليجية وعلى لبنان، خصوصاً أنه لم ينجز بعد، فهو مشروع اتفاق، ولدينا حتى شهر حزيران لنعرف ما اذا كان الاتفاق سينجز في شكل دقيق وعلمي وبأي تفاصيل، ولنرى ما سيكون عليه الموقف الأميركي إثر انجاز هذا الاتفاق، ولكن المؤشرات الأولية تدل الى أن أميركا وكأنها تفاهمت مع ايران حول الملف النووي على قاعدة «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم»، وفي المقابل ستتفاهم مع الدول العربية الأخرى على ملفات المنطقة الأخرى وفي طليعتها الملفان اليمني والسوري واستطراداً الملف العراقي، فلننتظر». وأعرب جعجع في مقابلة عبر قناة France 24 عن عدم خوفه على «الوجود المسيحي في الشرق لأن ما يحصل ليس عملية ممنهجة المقصود بها المسيحيين تحديداً، بل هي تطورات تاريخية تحصل وللأسف بأثمان باهظة جداً انسانياً، اجتماعياً ومادياً، وأعتقد أن مصير مسيحيي الشرق سيكون من مصير مجتمعاته». وعن الأزمة السورية واستمرارها منذ 4 سنوات حتى اليوم وتغير المزاج الدولي تجاه نظام الأسد، قال: «بعض الدول يحاول أن يتعاون مع النظام الأسدي في ما يتعلق بمعلومات عن «الداعشيين» الذين يأتون منها الى سورية، ولكن هذا ليس معناه إطلاقاً أن هذه الدول غيرت من موقفها». واستبعد ان «ينعكس تأثير الاتفاق النووي على الداخل اللبناني لأن لا علاقة مباشرة له، فالأميركيون لم يسايروا الايرانيين حول ملفات المنطقة، وبالتالي لماذا سيقدم الايرانيون على الافراج على ملف الرئاسة اللبنانية؟ مقابل ماذا؟ طالما ان الاميركيين ودول الغرب لم يعطوا إيران شيئاً لا بل هم بصدد استرجاع بعض الملفات الأخرى كالملفين اليمني والسوري واستطراداً أجزاء من الملف العراقي». وعمن يقف وراء عدم انتخاب رئيس جمهورية قوي في لبنان، قال: «من يقاطع جلسات انتخاب الرئيس. هناك كتلتان تتغيبان عن جلسات الانتخاب، وباعتقادي أن كتلة عون لا تنتظر ضوءاً أخضر من أحد ولكن لديها رأيها في الموضوع بينما كتلة حزب الله مرتبطة بالاستراتيجية الايرانية العريضة في المنطقة التي هي في موقع هجومي كامل وشامل من المحيط الى الخليج». وعن المرحلة التي وصل اليها الحوار بين «التيار الوطني الحر» و»القوات»، شرح ان «تقدماً كبيراً حصل على محاور مثل التعاون البرلماني أو اتخاذ مواقف واحدة من بعض القضايا الآنية المطروحة، بينما في ملفات أخرى كالملف السياسي فإن التقدم بطيء انطلاقاً من التموضع السياسي المختلف تماماً، ولكن إن كان التيار أو القوات كلاهما لديهما القناعة والنية الكاملة لاستمرار هذا الحوار حتى النهاية».