يبث التلفزيون الفرنسي ومنذ 22 سنة حفلة انتخاب ملكة جمال فرنسا على الهواء مباشرة. ويتابع ملايين هذا «الحدث» الجمالي بشغف. وحتى أولئك الذين يعترضون على عرض المرأة «كبضاعة»، أو يشبهون الحفلة بسوق تجاري يجب اختيار «الأجود» فيه، لا يستطيعون منع أنفسهم من التمتع بالجمال الفرنسي على الشاشة الصغيرة. «الفرنسي» هنا بيت القصيد هذه المرة. فبمجرد إعلان نتائج الانتخاب بدأ القيل والقال والضجيج والتعليق بخاصة على الانترنت. فاختيار الملكة تم وللمرة الأولى من قبل الجمهور الذي كان هو المنتخب «الوحيد» كما أعلن التلفزيون. «الجمهور هو الذي صوت»، صحيح لكن كثيرين لم ينتبهوا الى أن ذلك تم فقط في المراحل النهائية أي حين يصل عدد المتسابقات إلى خمسة، فمن بين 37 مرشحة من مختلف المناطق الفرنسية، تقوم لجنة تحكيم ما قبل انتخابية باختيار 12، تبقى أسماؤهن طي الكتمان حتى البث المباشر على المحطة الفرنسية الأولى حيث تُجرى الحفلة وكأن «انتخاباً أولياً» لم يحصل. ثم يعلن المذيع الفرنسي الشهير جان بيار فوكو هذه اللائحة التي يُختار من ضمنها الخمس الأول من قبل الجمهور ولجنة التحكيم مناصفة. أما التصويت النهائي على الجميلات الخمس فتم من قبل الجمهور فقط وهو اختار مليكة مينارد ملكة جمال النورماندي ملكة جمال فرنسا. الكنية هي فرنسية بامتياز أما الاسم فهو مغاربي بامتياز لدى الفرنسيين. لكن بالطبع لم يشر أي خبر تلفزيوني إلى أصول الملكة، إذ يتجنبون الآن في فرنسا الإشارة إلى الأصول لعدم إثارة النعرات. لكن كل من سمع اسم مليكة لم يستطع منع نفسه من التساؤل عن جذورها العربية، فما الذي يدعو فرنسياً «أصلياً» الى إطلاق اسم عربي على أولاده لاسيما في هذا القرن؟! لكن قد يكون هذا «البطل» موجوداً. على الفور صنفت مليكة على أنها «عربية» و «مسلمة» وبدأت بإثارة الغضب! الإسلاميون أولا لظهورها بالمايوه وهي «مسلمة»، والعنصريون الذين لا يريدون «عربية» ممثلة للجمال الفرنسي. لكن هل مليكة عربية؟ يشير بعضهم هنا إلى أن تصويت ذوي الأصول العربية جرى بناء على لون البشرة الأسمر والاسم، أما تصويت الفرنسيين فأتى للتعبير عن رفضهم لمقترحات ساركوزي حول «الهوية الوطنية». ولكن، يقال إن هؤلاء وأولئك خدعوا لأن الحقيقة لم تقل لهم وأخفيت عمداً، فمليكة ليست عربية وليست مسلمة! وسيكون ذلك مفرحاً حقاً، خداع هؤلاء الذين يختارون « نجومهم» على الشاشة الصغيرة على أساس سياسي أو عرقي أو ديني!