أظهر التقرير السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات، والكيماويات (جيبكا)، نمو إنتاج البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 4.5 في المئة خلال العام 2014، وهي ثاني أعلى نسبة نمو لمنطقة في العالم، وعزا التقرير هذا النمو اللافت إلى زيادة إنتاج المواد البلاستيكية بنسبة 6 في المئة في مقابل معدل نمو عالمي مقداره 2.8 في المئة، وبنسبة نمو مقاربة لمستويات عام 2013. وأوضح الأمين العام ل «جيبكا» عبدالوهاب السعدون، أن هذا الأداء يعد دليلاً قوياً على فاعلية الخطط التنموية الطموحة التي ينتهجها قطاع الكيماويات في منطقة الخليج العربي، إذ واصلت الصناعة مسيرة نموها المطرد وهو إنجاز كبير إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الانكماش الاقتصادي في أوروبا وتراجع أداء الاقتصاد الصيني أخيراً. وقال إن السعودية حافظت على مركزها كأكثر أسواق البتروكيماويات حيوية ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً في ظل الاستعداد لإطلاق العديد من المشاريع الجديدة لإنتاج الأسمدة والمواد البلاستيكية من شركات مثل بترورابغ، صدارة والتصنيع وسابك. وأضاف: «على رغم أن نمو حجم الإنتاج يشكل تطوراً إيجابياً، فإن التطور الأبرز يأتي من التوسع في المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، التي بدورها تتطلب تكثيف حجم الاستثمار في الابتكار والتطوير لتعزيز تنافسية الصناعة الخليجية في الأسواق العالمية التي يرتبط فيها الطلب بحالة الاقتصاد العالمي. وفي هذا السياق أطلقت شركة «سابك» مركز الابتكار الخاص بها خلال العام الماضي، الأمر الذي يدل على توجهات الشركة في الانتقال من إنتاج المواد البلاستيكية السلعية إلى منتجات أكثر تخصصاً». وأضاف: «على أي حال، لاحظنا أن المنتجين المحليين في دول مجلس التعاون الخليجي لا يحققون نمواً فقط، بل أيضاً يتقدمون ويرتقون بالصناعة. إذ يتمتع مصنع «سافكو» الجديد للأسمدة بالقدرة على احتجاز وتخزين 850,000 مليون طن من الثاني أكسيد الكربون في العام، ليمكن الشركة التابعة ل«سابك» بأن تكون واحدة من أكبر مرافق احتجاز وتخزين ثاني أوكسيد الكربون في العالم». وتابع: «تبدو الصورة إيجابية في المستقبل، إذ من المقرر أن تدخل صدارة مرحلة الإنتاج خلال هذا العام، وستعمل 14 من أصل 26 وحدة تشغلها الشركة على تصنيع منتجات لم يسبق أن تم إنتاجها في الخليج العربي، ما يشير إلى اقتراب دخولنا عصراً جديداً من التنوع بالمنتجات». وقدم التقرير في نسخته التاسعة لمحة عن التطورات الرئيسة في صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي، وشكل التقرير أحد الجوانب الرئيسة ضمن الأنشطة الرائدة التي ينفذها الاتحاد، الذي نما عدد أعضائه من 60 في العام 2006 إلى 240 عضواً اليوم. وأشار السعدون إلى أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات تبوأ مكانة بارزة كالمصدر الرئيس والموثوق به في مجال تقديم المعلومات والدراسات المختصة بالقطاع في المنطقة، ونأمل بأن نساهم في تسليط الضوء على التطورات التي جرت خلال العام الماضي من خلال هذا التقرير، وبما يعود بالفائدة على المهتمين والقراء الراغبين بالاطلاع ومتابعة أهم المجريات المتعلقة بالقطاع».