طمأن نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القيادات اللبنانية التي التقاها في زيارته بيروت إلى أن اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه مع إيران محكم الإغلاق على السلاح النووي وليس مفتوحاً على اتفاقات جانبية أو صفقات ثنائية تتعلق بالقضايا العالقة في المنطقة. ونقل مصدر في «اللقاء النيابي الديموقراطي» برئاسة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن بلينكن قوله: «ما زلنا في البداية في إطار الاتفاق حول النووي وسنبحث لاحقاً في الأمور الجدية». وأكد بلينكن، بحسب ما قاله المصدر ل «الحياة» أن الولاياتالمتحدة لن تترك حلفاءها في المنطقة أو تفكر في التخلي عنهم، ولذلك حضر إلى لبنان لهذا الغرض في إطار جولة تشمل عدداً من الدول العربية، لافتاً إلى أن الرئيس باراك أوباما سيقول هذا الكلام لعدد من قادة دول الخليج لدى استضافته لهم في كمب ديفيد. ولفت المصدر نفسه إلى أن بلينكن طرح مجموعة من الأسئلة حول ما آلت إليه الاتصالات لإنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى في لبنان من دون أن يتطرق إلى مواصفات الرئيس العتيد أو إلى أي اسم من المرشحين لهذا المنصب. وقال إن أسئلته بقيت في سياق الاستفسار، داعياً في الوقت نفسه، إلى ضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس لأن لا مصلحة للبنان في استمرار الفراغ الرئاسي. وكشف المصدر أن الموفد الأميركي، خلال اجتماعه مع جنبلاط في حضور أعضاء من «اللقاء الديموقراطي» ومن بينهم النائب مروان حمادة والنائب السابق غطاس خوري مستشار الرئيس سعد الحريري، سمع كلاماً واضحاً يتعلق بأسباب تعذر انتخاب الرئيس ومنها أن إيران من خلال حلفائها ما زالت تعيق انتخابه وإلا لماذا يستمرون في مقاطعة الدعوات إلى الانتخاب. وأكد المصدر أيضاً أن بلينكن كان صريحاً لدى قوله إن الولاياتالمتحدة لن تترك النفوذ الإيراني يتمدد في المنطقة. وأن إطار الاتفاق مع طهران محصور بالنووي ولا شيء آخر. وتطرق بلينكن إلى التزام بلاده دعم المؤسسة العسكرية من خلال تقديم السلاح لها، وقال إن لبنان يحتل المرتبة الخامسة في الدول المستفيدة من برنامج المساعدات العسكرية الأميركية، وإن دعمها لها هو بمثابة ترجمة لموقف واشنطن الثابت من وحدة لبنان وحرصها على استقراره. وهذا ما شدد عليه في لقاءاته، لا سيما مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام. كما علمت «الحياة» أن بلينكن جدد التزام بلاده دعم الدولة اللبنانية للتخفيف من الأعباء المترتبة عليها جراء استقبالها حوالى مليون ونصف مليون نازح سوري. ولم يغب الوضع في الجنوب اللبناني عن المحادثات التي أجراها الموفد الأميركي في ضوء مخاوف معظم القيادات التي التقاها من قيام إسرائيل بشن عدوان على لبنان مستفيدة من الأوضاع المتدهورة في المنطقة وتحديداً في سورية، وهذا يستدعي من الولاياتالمتحدة الضغط عليها لقطع الطريق على احتمال تدهور الوضع في الجنوب. أما في شأن الوضع في سورية، فأكد بلينكن أن لا مكان للرئيس بشار الأسد في التسوية، «لكن موقفنا هذا لا يشمل جزءاً من النظام في سورية الذي يجب أن يشارك في هذه التسوية»، في إشارة إلى استيعاب العلويين وعدم إقصائهم عنها. وفي هذا السياق شدد بلينكن على ضرورة العمل من أجل توحيد قوى المعارضة المعتدلة، وقال إن توحيدها يقع على عاتق هذه القوى لأن هناك ضرورة لإيجاد البديل لبشار الأسد، وكرر موقف بلاده من المجموعات الإرهابية المسلحة وضرورة التصدي لها والعمل على إضعافها. وتناول أيضاً مسألة الدعم الأميركي لقوى المعارضة المعتدلة. ونقل عنه المصدر قوله إن بلاده تقوم حالياً بتدريب ما بين خمسة وستة آلاف عنصر وإن برنامج تدريبهم سينتهي في الربيع المقبل. وكان ببلينكن التقى بري في حضور مستشاره الاعلامي علي حمدان. والتقى وزير الخارجية جبران باسيل في حضور هيل، وأوضح المكتب الاعلامي لباسيل ان البحث تركز على «رئاسة الجمهورية، وكيفية الحفاظ على الاستقرار والسياسين وموضوع الإرهاب والمقاتلين الأجانب والتمويل ومحاربة أيديولوجية الإرهاب ودور لبنان الأساسي في مكافحته، وتطورات المنطقة والملف النووي الإيراني والاتفاق الأخير حوله وتداعياته الإيجابية المحتملة على المنطقة». وزار المسؤول الاميركي قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، وجرى البحث بحسب بيان قيادة الجيش - مديرية التوجيه في «الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وعلاقات التعاون العسكري بين جيشي البلدين».