مضت في الرصيفِ البعيدِِ تنادي على الذنبِ من قال للعطرِ إن الطواف بخطوتها لا ثوابَ له غير رائحة الياسمينْ. كنتُ واعدتها أن أمرّ بها دون أن تدركَ الشمسُ نظّارتيْ كنتُ على وشكِ الانتهاءِ من الموتِ. كان الرصيفُ المؤدي إليها بلونين. كانَ يدسّ الدبابيس في غفلةِ العابرين. قلتُ.. يا طللا.. إن طائرتي تقلعُ الآنَ.. والعطرُ يتبعني للغيومِ.. يفسّر بعضَ ارتخاء الجريدة في راحتيْ.. سيبقى لديْ.. قلتُ يا طلَلا اردمِ الآن أحجارَك الجاهليةَ، واسكبْ على الريحِ عطراً وحرّرْ فواتيرَ قيمتِهِ من حسابِ النهاياتِ في مصرفِ الراحلينْ! مضتْ.. عبرتْ ظلّها لمشئيتهاْ.. وكنتُ أواعدُها شارعاً لا يضيءْ.. مضت للمجيءْ.. تعثّرتُ بالانتظارِ المعلّبِ.. هرولَ وجهيْ البطيءْ.. مضتْ مقبلةْ.. نَمَتْ حنظلَة.. قضت لا صلَةْ.. وجئتُ الزمانَ الجريءْ.. ويا طللا.. عاجَ شاعرُ هذي المدينةِ يسألُ خمّارَها عن مشايخها ثم يسكرُ أجرًا رديء.. قلتُ يا سفراً.. هاتفي مطفأ.. ويديْ أهْبَةٌ للهبوطِ.. فَرَغْنا معاً .. ليس إلا طوافًا بذيءْ..