عندما تشتد المنافسة في دوري زين السعودي للمحترفين، وتزداد لغة الإثارة والندية ويحمى الوطيس بين الفرق، فإن المدربين الأجانب سيضعون آياديهم على قلوبهم وسيعيشون قلقاً كبيراً وخوفاً مستمراً من المصير المجهول الذي تتحكم فيه نتائج فرقهم، ورد الفعل المباشر من قبل جماهيرهم، وخصوصاً مدربي الفرق التى تعرضت ل «خسائر» كبيرة وكثيرة في جولات الدوري، نظراً لأنهم أقرب وسيلة وأسهل طريقة لتعديل المسار وتدارك الموقف، وتصحيح الوضع في حال النتائج السلبية. وبمجرد خسارة أو خسارتين تتجه الأنظار مباشرة إلى كبش «الفداء» المدير الفني الذي يقود ذلك الفريق، وتبدأ حملة واسعة من المطالبة بإلغاء عقدة التدريبي وإقالته من منصبه، إذ تتعالى الأصوات وترتفع حدة الصيحات مطالبة بإبعاد المدرب وسرعة البحث عن بديل، حيث يعد أسهل قرار تتخذه إدارات الأندية السعودية للخروج من دوامة الجماهير الغاضبة دون مراعاة للخسائر المادية التي تتكبدها الخزائن المالية جراء تلك القرارت السريعة. حيث عانت الكثير من الأندية السعودية في الموسم الحالي من ذلك، وبدأت حملة الإطاحة بالمدربين باكرا من بداية الجولات الأولى من الدوري، إذ سقط مدرب القادسية الأرجنتيني لاناتا بعد خسارتين فقط من الهلال والإتحاد، لتتم إقالته والتعاقد مع التونسي عمار السويح بديلاً عنه، والاخير إيضاً لن يعود الى منصبه من «إجازته» الجاريه في تونس، وألغى القطب الثاني في المنطقة الشرقية نادي الإتفاق عقد مدربه البلغاري مالدينوف وأحضر الروماني إيوان مارين بدلاً منه بعد فترة طويلة من البحث والتنقيب، فيما أنهى الرائد عقد مدربه البرتغالي الفريدو أكاسيو بعد النتائج غير المقنعة في بداية الدوري، وجلب البرازيلي أديسون سوزا رغبة في تصحيح وضع الفريق، وأقالت إدارة نجران مدربها السابق الأرجنتيني زوليتا وتعاقدت مع التونسي سمير الجويني بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق في بداية مشواره. وضمت قائمة المدربين المبعدين أخيراً مدرب الأهلي الأرجنتيني ألفارو، الذي تردد أنه قدم إعتذاره عن تكملة المشوار مع الفريق لظروف عائلته الصحية، ليُريح محبي وأنصار وعشاق الأهلي الذين طالبوا طويلاً إدارة النادي بإبعاده وإلغاء عقده بعد التراجع الكبير والهزة العنيفة التي شهدها أداء الفريق ونتائجة في الفترة الأخيرة، الى "قضيته" مع المدافع وليد عبدربه عقب أحداث معسكر الباحة ورفضه عودته لصفوف الفريق على الرغم من الهفوات الدفاعية الواضحة، ليرحل ألفارو وتتنفس جماهير «القلعة الخضراء» الصعداء في إنتظار التعاقد مع المدرب الجديد، كما رحل مدرب الحزم المصري محسن صالح فجأة، وأعادت إدارة النادي المدرب البرازيلي لولا لتولي مهمام تدريب الفريق. وهناك أنباء تتحدث عن عزم ادارة النصر إقالة المدرب الأرغوياني جورج داسيلفا تلبية للنداءات الجماهيرية الكبيرة على الرغم من «تجديد» الثقة المستمر الذي يعلنه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بين الفينة والأخرى تجاه المدرب، وقد تضم القائمة قريباً مدرب الوحدة البرتغالي غوميز، الذي يطالب الوحداويون من إدارة عبدالمعطي كعكي بضرورة إقصائه من تدريب «الفرسان» نظراً للأخطاء الكبيرة التي يرتكبها في التشكيل والتغيير أثناء المباريات، وآخرها أمام الرائد أول من أمس في مكةالمكرمة رغم فوز الفريق برباعية مقابل هدف. وعلى ضفة الأمان، ما زال المدرب الهلالي البلجيكي غيريتس يحظى بشعبية جماهيرية كبيرة، عطفاً على المستويات اللافتة التي قدمه الفريق بإشرافه، وأسهمت في تصدره لدوري زين السعودي حتى الآن، ويلقى مدرب الشباب الأرجنتيني باتشيكو قبولاً واسعاً لدى الشبابيين، في ظل الروعة الأدائية التى سطرها نجوم «الليث» في الجولات الماضية، وينطبق الحال على مدرب الإتحاد الأرجنتيني غابريل كالديرون الذي واصل قيادته الناجحة ل "العميد" للموسم الثاني على التوالي، حيث حقق معه بطولة الدوري في العام الماضي، وقاده الى نهائي كأس دوري أبطال آسيا الاخير، فيما يظل مدرب الفتح فتحي الجبال من أبرز مدربي الفرق المتوسطة في الموسم، بعدما قدم فريقاً رائعاً حقق نتائج إيجابية جعلته يحتل المركز الرابع في الدوري.