شهدت أحياء في مدينة الدمام، نزوح بعض قاطنيها، فور سقوط الأمطار في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وعلى رغم استبعاد تكرار سيناريو ما حدث في مدينة جدة، في المنطقة الشرقية، لعدم وجود أودية قد تتسبب في جريان سيول، إلا أن مخاوف انتابت بعض أصحاب المنازل الشعبية، فقرروا الرحيل منها على الفور، إلى منازل أقاربهم في أحياء أخرى، بعد تنسيق مُسبق معهم. وفضلت عائلة منصور أبو شيبة، الانتقال إلى شقة أحد الأقارب، خوفاً من تداعي السقف على رؤوسنا» بحسب قول رب العائلة. وعلى رغم أن الأمطار لم تتعد زخات خفيفة، إلا أن القلق سيطر عليه، «لعدم توفر الإمكانات اللازمة والاحتياطات في المنزل الآيل للسقوط». ويوضح أبو شيبة أن «ما حدث في جدة مُخيف، وأخشى أن تتحول عائلتي إلى ضحايا تُنتشل جثثهم»، موضحاً طبيعة المنزل الذي يقطنه وعائلته «يقع في حي الخليج في الدمام، ومساحته لا تتجاوز بضعة أمتار، وكلما هطل المطر أشعر أن الأسقف معرضة إلى الانهيار والسقوط، وهذا ما حدث لإحدى واجهات الغرف العام الماضي، بسبب قوة الرياح. كما أن أجزاء من المنزل هشة وضعيفة، وأقل عاصفة أو مطر غزير قد يسقطها». ولم تكن عائلة أبو شيبة الوحيدة التي نزحت من منزلها فور سقوط الأمطار. ويقول: «بعض معارفنا هربوا من منازلهم إلى منازل آخرين من أقاربهم أو أصدقائهم»، فيما سارعت عائلة حسن ناصر، التي تسكن في أحد بيوت الصفيح في محافظة القطيف، إلى الخروج من المنزل صباح أمس، خوفاً من ارتفاع معدل الأمطار، وعدم قدرة العائلة على التعامل مع الموقف. وتقول زوجته: «استيقظنا على أصوات حبات المطر، فقررنا التوجه إلى منزل أهل زوجي، ومعنا بعض أمتعتنا، لخشيتنا من تواصل هطول المطر بغزارة، وفي حال عدم حدوث ذلك فإن الاحتياط واجب»، مضيفة أن «معاناة سكان بيوت الصفيح دائمة، سواءً في الصيف حيث الحرارة الشديدة، وعدم القدرة على تشغيل أجهزة التكييف، لضعف التيار، وكذلك لكون هذه الأجهزة قديمة. أما في الشتاء فتكون المعاناة أكبر، فالهواء يتسلل إلينا من الشقوق، فيما تغمر المياه محيط منزلنا». ولا تخفي أن ما تنقله وسائل الإعلام عن كارثة جدة، ترك أثره في نفوس سكان بيوت الصفيح والمنازل الشعبية. وتشير أسرة أخرى تسكن في منطقة الثقبة في مدينة الخبر، إلى مخاوفها من استمرار سقوط الأمطار، إذ تعتزم نقل مكان إقامتها إلى منزل أحد الأقارب، في حال تزايد سقوط الأمطار، وذلك «تحسباً لأي طارئ» على حد قولهم. حصر المواقع الأكثر عرضة لأضرار الأمطار إلى ذلك، وجه أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، بتشكيل لجنة من جميع الجهات المعنية في المنطقة ومحافظاتها، لتحديد المواقع المحتمل حدوث أضرار فيها من جراء هطول أمطار غزيرة متوقعة. وتضمن التوجيه الذي تصدر بكلمة «عاجل»، «اقتراح الحلول المناسبة لتلافي ذلك، مع إعداد الخطة اللازمة لمواجهة أي طارئ، على أن يكون التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية بالشكل المطلوب، الذي يكفل تجاوز حدوث أي خطر». وتضمن التوجيه رفع تقرير عاجل لأمير المنطقة بهذا الشأن. وعلى رغم كثرة مخاوف الأهالي من تداعيات الأمطار، إلا أن توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استبعدت هطول أمطار غزيرة على المنطقة الشرقية في هذا الشتاء. وأبانت أن كميات الأمطار التي هطلت على المنطقة أمس، بلغت 1.5 ملم، متوقعة استمرار هطولها اليوم (الاثنين) من جانبها، تتابع بلدية محافظة القطيف، أوضاع بيوت الصفيح عبر لجنة مشكلة من جهات عدة. أما البيوت الآيلة إلى السقوط، فتشهد زيارات من قبل لجان مشكلة لهذا الغرض، بقيادة أمانة المنطقة الشرقية، بحسب الناطق الإعلامي في الأمانة حسين البلوشي، الذي قال: «إن اللجان التي تضم كل من: البلدية، والشرطة، والإمارة، والدفاع المدني، وأجهزة خدمية أخرى، تقوم بجولات ميدانية للتعرف على أوضاع المنازل، وتقرر ما إذا كان يتوجب إزالتها أو صيانتها».