قال رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إن كلام بعض الفرقاء عن اضطرار رئيس الحكومة سعد الحريري الى التعاطي مع الجو الجديد في المنطقة وأنه مغلوب على أمره «كلام حق يراد به باطل لأن للرئيس الحريري رأيه الخاص ولا يراجع ولا يسأل»، معتبراً أنه «مغلوب على أمره من خلال حلفاء فُرضوا عليه وهو لا يريدهم». ودعا فرنجية الحريري الى «اختيار الاصدقاء الحقيقيين بعدما فتحت الابواب كلها امامه وذلك للتحاور والوصول الى صيغة مشتركة لمصلحة البلد من دون ان يفرض احد رأيه على الآخر». وقال فرنجية خلال العشاء السنوي الذي أقامه «تيار المردة» في جبل لبنان مساء أول من أمس: «لم نراهن اسود وأبيض، بل رهاننا كان على قرار «صح» وبموضوعية فربحنا»، داعياً مناصريه إلى «اعتبار ان كل حليف لنا على الساحة السياسية تكملة لنا، وكل حليف لنا هو مثلنا ونحن مثله وإذا تنافسنا معه او تنافس معنا تكون بداية النهاية لنا». وقال فرنجية: «خياراتنا واحدة هي لبنان واحد موحد بجميع أبنائه ومنفتحون على الجميع ونريد ان نتعاون مع الجميع ولا نؤمن بالثنائية ولا بالأحادية، بل نؤمن بوطن لكل ابنائه ولكل طوائفه». وأضاف: «يأتي اليّ بعض السفراء فأقول لهم انتم في المنطقة تمارسون مصالحكم السياسية، اما نحن فنمارس وجودنا، وهذا هو الفرق بيننا وهذا الذي يجعلنا في كثير من الاوقات على خلاف مع الكثير من الدول. لا نريد إلا ان نكون اصدقاء ولا نكنّ العداوة لأحد، نريد ان نكون اصدقاء مع اميركا ومع اوروبا ومع كل العالم، ولكن عندما نصبح ادوات بين ايديهم لتمشية مصالحهم على حساب كياننا، فإننا سنكون على خلاف معهم. رأينا ان وعودهم تهدد كياننا، فيما رأى آخرون ان وعودهم جدية وأنهم سيعطونهم دولة وسيكون هناك كيان ذاتي وما شابه، وقد جربوا ذلك في ال 75 فلم تمشِ وجربوها في الثمانينات ولم تمشِ وجربوها بالأمس في العام 2005 وأظهروا لنا خرائط جديدة للمنطقة وإذا بالاميركيين يقولون لهم «سنعيد حساباتنا»، فلو راهنّا مثلهم على هذه المشاريع الانتخابية لوصلنا الى الخراب... يجب ألا ننظر الى انفسنا كأكثرية في جبل لبنان، بل علينا ان ننظر الى انفسنا كأقلية في منطقة الشرق الاوسط، وعندما نرى انفسنا هكذا نعلم كيف علينا ان نسير بين النقاط، لا يجوز ابداً المخاطرة بمشاريع وهمية»، معتبراً أن «السياسة المسيحية الخاطئة، وليس بسبب العدد، ارجعتنا الى الوراء، التخويف هو الذي اعادنا الى الوراء، الإحباط والكلام عن الاحباط هو الذي ارجعنا الى الوراء، المشكلة عندنا ان بعض رجال السياسة كانت خطاباتهم على مدى خمسة عشر عاماً ولا تزال الى اليوم عند قسم منهم ان المسيحيين زالوا من هذا البلد وماذا عمل؟ وليس عندنا مستقبل في لبنان؟ فليهاجر من يريد لأن الوضع الاقتصادي غير جيد، وسمعنا كثيراً من هذا الكلام ولا نزال نسمعه». وقال: «صحيح ان الوضع الاقتصادي غير جيد ولكن هذا الوضع يشمل كل اللبنانيين وليس المسيحيين وحدهم. اهم ما أبقى المسيحيين في لبنان وتعلقهم به ايمانهم بهذا البلد». وتطرق فرنجية في كلمته إلى مسألة التوطين، وقال: «لسنا ضد احد في هذا البلد، لسنا ضد السنّة تحديداً، ولكننا ضد التوطين. لسنا ضد الفلسطينيين او ضد حقوقهم الانسانية في لبنان، ولكننا ضد المشروع الديموغرافي في لبنان والذي سيخلقه التوطين... نحن كمسيحيين علينا ان نكون مع قيام الدولة الفلسطينية وداعمين للقضية الفلسطينية ولحق العودة، لأن البديل هو التوطين ومعنى ذلك زيادة 400 او 500 الف نسمة في لبنان». وأشار إلى علاقته مع سورية، قائلاً: «لم نراهن على اشخاص، الرئيس بشار الأسد أخي وصديقي، ولكن نحن نراهن على 250 كيلومتراً حدوداً وعلى بوابتنا للشرق وعلى واقع جغرافي وتاريخي ومستقبلي، فكيف يمكن معاداة هذا الواقع؟». وقال: «صحيح كانت هناك مشكلة من خلال الوجود السوري في لبنان، سورية دخلت الى لبنان بإرادة دولية. البعض سايرها وعرف كيفية استغلال وجودها واستعمله في مرحلة كبيرة ضد المسيحيين وضد صلاحياتهم، وعندما خرجت انقلب عليها وصار يتكلم بالسيادة والتحرير. نعرف من كان مع السيادة عندما كانت سورية في لبنان، ومن اصبح مع السيادة عندما اصبحت سورية خارج لبنان. الذين كانوا مع السيادة عندما كانت سورية في لبنان كانوا خارج لبنان. والذين كانوا مع السيادة والاستقلال عندما خرجت سورية من لبنان كانوا مع سورية عندما كانت في لبنان. لذلك علينا ازالة العقدة الشخصية في هذا الموضوع لأن البعض اصبح يتصرف على اساس انها عقدة مربحة في الشارع المسيحي ولم تعد موقفاً سياسياً». وأشار فرنجية الى «تغيير كبير في السياسة على الساحة اللبنانية. البعض لم يكن يتكلم مع الآخر، فأصبح يتكلم معه، وكان هناك من يتكلم مع الآخر، فأصبح مقاطعاً له... منطقة الشرق الاوسط مربوطة بعضها ببعض، ولا يمكن أحداً ان يتخطى الواقع، فكما المسيحي يتأثر بالفاتيكان وبالسياسة المسيحية الغربية، كذلك فإن السنّي اللبناني يتأثر بالسعودية والشيعي اللبناني يتأثر بإيران شئنا ذلك ام ابينا. لذلك لا يمكن رفض ما خلقه الله وجمعته الطبيعة، لكن المهم ان نتعامل بإيجابية مع الأحداث وألا يؤثر فينا سلباً ما يحدث في المنطقة». ورأى أن «أهم شيء ان نؤثر نحن في المرجعيات العربية والاقليمية ونجعلها تتضافر بعضها مع بعض بإيجابية لمصلحة هذا البلد، ونحن للإيجابية وليس للسلبية، وقد حصل اجتماع بين الرئيس بشار الأسد والملك عبدالله (بن عبدالعزيز) وانعكس بطريقة ايجابية على الساحة اللبنانية. فرنسا طلبت من سورية التدخل بطريقة ايجابية وكذلك اميركا ونحن لا نخجل بما نفعل. الرئيس الأسد عمل ليل نهار للمساعدة بتركيب الحكومة الحالية وهذا امر معروف ولا يُخفى على أحد. وما حصل ادى الى فتح القلوب والتقينا بالرئيس سعد الحريري واكتشفنا بعضنا بعضاً. سمعت كلاماً نقل عنه كان غالبه خطأ وهو كان يسمع كلاماً منقولاً عنا ايضاً كان غالبه خطأ، وأهم شيء في هذا الموضوع اننا نحن في مطارحنا ولم نتبدل ابداً في السياسة، ولكن نريد ان نقول اننا مع الانفتاح». وتابع فرنجية: «سمعنا أخيراً كلاماً من بعض مسيحيي 14 آذار يقولون للشيخ سعد: الله يساعدك ونفهمك انك مضطر للتعاطي مع هذا الجو او مغلوب على امرك. وهنا اقول الله يرحمه الرئيس رفيق الحريري، سمعنا كلاماً بعد استشهاده منهم من مدحه ومنهم من أنصفه ومنهم من لم ينصفه، والكلام كان من حلفاء الشيخ سعد. اليوم الذين كانوا أيضاً يقولون بالأمس ان الرئيس رفيق الحريري كان يتعاطى مع سورية لأنه كان مغلوباً على امره، وهذا الكلام اجد فيه واحداً من امرين: إما انهم يقولون انه ضعيف او انه مفروض عليه هذا الامر، وما من احد قال له انه حر في تصرفه، وانا اعتبر مثل هذا الكلام، كلام حق يراد به باطل، وليس كلاماً ينصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فالرئيس رفيق الحريري قد نكون اختلفنا معه كثيراً بالسياسة وكنا ضده في السياسة، ولكن ما من احد يستطيع ان يقول انه كان مرتهناً لأحد او كان ضعيفاً». وزاد فرنجية: «أرى ان نفس الكلام يحكى اليوم عن الشيخ سعد فيقولون له: نفهمك وأنت انسان مغلوب على امرك او انت ضعيف او انت انسان تابع. نحن نتعاطى مع احرار وأنا ارى في سعد الحريري ومن خلال الاجتماعات القليلة التي عقدتها معه انه انسان «بياخد وبيعطي» وله رأيه الخاص لا يراجع ولا يسأل. والرئيس سعد الحريري مغلوب على امره من خلال حلفاء فُرضوا عليه وهو لا يريدهم لأن الابواب الاخرى كانت مقفلة بوجهه ونحن نقول له اليوم الخيارات مفتوحة امامك، وباستطاعتك اختيار الاصدقاء الحقيقيين والشرفاء الحقيقيين في الوطن بغض النظر عن القناعات السياسية لكل واحد منهم».