«مصائب قوم عند قوم فوائد»، هذا هو واقع الحال في جدة بعد كارثة السيول، التي خلّفت آلاف السيارات المتضررة، ففي الوقت الذي بدأ المتضررون في إحصاء خسائرهم تمهيداً لتعويضهم، يستعد أصحاب محال تشليح السيارات في جدة للفوز بحصة كبيرة من السيارات التي سيتم تشليحها، إضافة إلى رفع أسعار قطع غيار السيارات على المتضررين، الذين يريدون إصلاح سياراتهم. وبدا أن أصحاب محال التشليح لم يكتفوا فقط بالأرباح المتوقع أن يجنوها من السيارات المتضررة، بل يقول بعضهم إنهم تضرروا من السيول التي ألحقت خسائر بمحالهم، في حين أكد آخرون أن السيول لم تصل إليهم ولم يتضرروا منها. وقال شيخ التشاليح عبدالله السفري ل«الحياة»: «لا يوجد إحصاء للسيارات والمركبات، التي تضررت من سيول جدة، ولم يصل محال تشليح السيارات سوى عدد بسيط جداً من السيارات المتضررة، مع أنني رأيت السيارات التي تلفت عددها كبير جداً». ونفى السفري أن «يكون أصحاب محال التشليح تكبدوا أية خسائر في السيارات الموجودة لديهم داخل محالهم»، مشيراً إلى أنهم سيستفيدون من السيارات التي ستصلهم مستقبلاً. وأضاف أن عدد محال تشليح السيارات يفوق 400 معرض في جدة، كما أن الطلب على شراء قطع غيار من التشليح لم يرتفع، لأن الضرر عمّ على الجميع، وخسائر الأرواح كانت أكبر من أن يبحث المتضرر عن قطع غيار لسيارته المتضررة. واعتبر السفري أن «جميع محال تشليح السيارات ضخّمت في خسائرها، وحضر أصحاب محال للحصول على تقارير عن الخسائر التي تكبدوها ليتم تعويضهم، مع أنهم لم يتكبدوا خسائر، إذ لم تصلنا السيول إلى الخمرة وشمال جدة، حيث مواقع محال التشليح». وأشار إلى أن المطالبة بتغيير موقع محال التشليح، ووافقت أمانة جدة على تخصيص موقع، ولكن لم يتم التنفيذ بعد، والموقع الجديد جنوب خط عسفان على خط عام ومرتفع، وهو في منطقة حيوية، معرباً عن أمله بالانتهاء من إعداد الموقع الذي قال إنه لا يأخذ أكثر من ثمانية أشهر. أما صاحب محال الصيعري لتشليح السيارات عبدالمحسن الصيعري، فقدر الخسائر التي تكبدها أصحاب محال تشليح السيارات بما يتراوح بين 60 و80 ألف ريال للمحل، من ماكينات وغيرها من السيارات الموجودة لديهم، مشيراً إلى أن عدد السيارات التي تضررت من السيول كبير جداً، ولم يتم حصرها بعد. وأشار إلى أنه لم يصل إلى محال التشليح منذ كارثة السيول سوى نحو 150 سيارة فقط، وجميع السيارات التي وصلت تعتبر جديدة، وهي من موديل 2006 وما فوق، ولم تجرف السيول السيارات الموجودة داخل محال التشليح. وطالب الصيعري بتغيير موقع محال التشليح الحالية، ليكون في مكان بعيد ومرتفع، وليس في بطون الأودية كما هو الآن، وقال إنه ليست لدينا مشكلة في نقلها، ولكن نود أن نضمن حقوقنا، خصوصاً بعد رفض الدفاع المدني تعويضنا عن الخسائر التي تكبدناها خلال هذه الكارثة، باعتبارنا تجاراً، وليس لنا أي تعويض. وتوقع أن يرتفع الطلب على قطع غيار السيارات في الأيام المقبلة بنحو 90 في المئة، مشيراً إلى أن أكثر القطع التي تطلب حالياً هي جسم السيارات الخارجي والكومبيوترات، وتتراوح أسعارها بين 900 و2000 ريال، وارتفعت أسعار القطع 30 في المئة عن الأسعار السابقة لزيادة الطلب عليها. من جانبه، قال صاحب محل القرشي لتشليح السيارات محمد القرشي، إننا لم نتأثر بأية أضرار أو خسائر داخل محال تشليح السيارات، ولم تصلنا أية أعداد من السيارات المتضررة حتى الآن، وننتظر المزاد الذي سيقام، لنتمكن من اختيار السيارات التي تزيد مكاسبنا. وأشار إلى أن إقبال الناس على شراء قطع الغيار في تزايد، ووصل ارتفاع الطلب إلى 50 في المئة، ولم تزد أسعار قطع الغيار، ويكون السعر بحسب موديل السيارة ونوعها والكمية الموجودة لدينا.