حددت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بداية شهر آذار (مارس) عام 2010 آخر موعد لتسلم عروض الشركات لمشروع محطة تحلية رأس الزور، ومنتصف الشهر نفسه لفتح المظاريف، وذلك بعد أن تمّ عرضه على أكثر من 120 مصنعاً ومقاولاً عالمياً ومحلياً قبل حج هذا العام، وسط توقعات بانخفاض كلفة المشروع أكثر من 25 في المئة لأسباب عدة، منها تراجع أسعار المواد بنسبة 45 في المئة، وتراجع قيمة عطاءات المقاولين ب 25 في المئة. وكانت كلفة المشروع في البداية تقدر ب 22 بليون ريال، عندما كانت شركة «سوميتومو» اليابانية تقود كونسورتيوم لبناء وتشغيل المحطة قبل الأزمة العالمية. وطرح مشروع رأس الزور في فترة سابقة تحت مسمى مشاريع القطاع الخاص، إلا أن كلفته العالية وقفت حاجزاً أمام تنفيذه من قبل الشركات والائتلافات التي تقدمت للمشروع عقب الأزمة العالمية، وهو ما جعل الحكومة ترى أن من المصلحة أن تتولى انشاءه. ويبلغ إنتاج المشروع من المياه المحلاة 1.025 مليون متر مكعب يومياً، منها 25 ألف متر لشركة «معادن»، ومليون متر مكعب ستغذي منطقة الرياض والنعيرية وحفر الباطن والقيصومة والخفجي، في حين يبلغ انتاج المشروع من الطاقة الكهربائية 2400 ميغاواط، منها 1350 ميغاواط لشركة «معادن»، في حين خصص 1000 ميغاواط للشركة السعودية للكهرباء، و50 ميغاواط للصناعات التحويلية في رأس الزور. وقال محافظ المؤسسة فهيد فهد الشريف في مؤتمر صحافي أمس في الرياض عقب توقيع اتفاق تعاون في مجال توطين التقنية والاستثمار الفعال في الموارد البشرية مع شركة «نوماك» رداً على سؤال ل«الحياة إن المؤسسة استكملت جميع المواصفات الفنية التفصيلية المتعلقة بالمشروع، وتم التنسيق بين المؤسسة ووزارتي المالية والبترول والثروة المعدنية والشركة السعودية للكهرباء لتوفير حاجات شركة «معادن» والمدينة الصناعية في منطقة رأس الزور من الكهرباء والمياه وتم دمج طلباتها ضمن مواصفات المشروع. وأشار إلى أنه تم أول من أمس طرح المشروع للشركات من مصنعين ومقاولين، وتم تسجيل إقبال كبير من مختلف الشركات المحلية والعالمية. وكشف أن هناك عدداً من المشاريع الجديدة التي تخطط المؤسسة لتنفيذها في المرحلة المقبلة، وهي في مرحلة إعداد المواصفات الفنية لها، ومن أهمها مشروع محطة تحلية ينبع والمدينة المنورة، والذي سيتم طرحه في الربع الأول من العام المقبل، إضافة الى خطوط الأنابيب لنقل المياة الى ينبع والمدينة المنورة. وقال الشريف إن هناك مشاريع جديدة أخرى ومنها مشروع محطة تحلية حقل، ومحطة ضبا، وهما في مرحلة إعداد المواصفات النهائية لهما، إضافة إلى مشروع خطوط أنابيب إيصال المياه إلى الباحة، والذي تم طرحه للمناقصة، وسيتم تسلم العروض خلال الأيام المقبلة، وكذلك مشروع خطوط أنابيب نقل المياه إلى الخفجي والنعيرية وحفر الباطن، وسيتم طرحه للمناقصة قريباً. ونفى تأثر مشاريع المؤسسة في المنطقة الغربية بسبب الكارثة التي وقعت من السيول في جدة والمناطق المجاورة، لافتاً إلى تضرر بعض خطوط الأنابيب المخصصة لنفل المياه من الشعيبة 3 الى جدة، خصوصاً في شرق الخط السريع في جدة، إذ سيتم إعادة تركيب تلك الأنابيب وتنظيفها واستكمال تنفيذ المشروع الذي هو في مراحله الأخيرة. وأشار الشريف إلى أن هناك تسرباً من الكوادر العاملة في المؤسسة بسبب الحوافز المقدمة لهم من القطاعات الأخرى، والتي نأمل أن نوفرها عقب التخصيص والمحافظة على تلك الكوادر النادرة. وأضاف أنه سيتم الانتهاء من تخصيص المؤسسة منتصف العام المقبل، إذ وافق المجلس الاقتصادي الأعلى على عملية التخصيص، سواء من حيث إعادة الهيكلة أو التخصيص التجاري، ومن المتوقع الانتهاء من النظام الأساسي الأسبوع المقبل، ثم يتم رفعه الى المقام السامي للموافقة عليه. وحول الاتفاق الذي تمّ توقيعه مع شركة «نوماك»، قال إنه يهدف الى تنظيم عملية تبادل الخبرات في مجال التدريب وتنمية القوى البشرية، بما في ذلك تأهيل حديثي التخرج، من خلال الالتحاق بالبرامج التدريبية التطويرية التأهيلية التي ينفذها مركز التدريب التابع للمؤسسة في الجبيل، موضحاً أن «نوماك» تعمل على تشغيل محطات التحلية التي نفذها القطاع الخاص في الشعيبة 3 التي بدأت الإنتاج، والشقيق 2 المتوقع أن يبدأ إنتاجها العام المقبل. وذكر أن مدة الاتفاق تبلغ ثلاث سنوات، إذ بدأ مركز التدريب في المؤسسة بتدريب 20 مشغل تحلية في الدورة التأهيلية ال 39، ومن المتوقع تخرجهم قبل شهر رمضان المقبل.