قال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك انه يتوقع احتواء أزمة ديون دبي. وأبلغ الصحافيين في أبو ظبي، «بسبب حالة القلق في أسواق المال دفعت أحداث دبي كل شخص إلى إعادة النظر ثانية وثالثة في أوجه الضعف. أعتقد شخصياً أن مشاكل دبي المالية سيجري احتواؤها وأنها قابلة للإدارة». وعوضت أسواق الأسهم في الإمارات أمس خسائر منيت بها خلال الأسبوع الماضي، جراء الإعلان عن تأجيل تسديد ديون شركة «نخيل» التابعة لمجموعة «دبي العالمية»، التي أحدثت اضطراباً في أسواق المال العالمية وأسعار النفط والعملات. وتمكنت بورصتا أبو ظبي ودبي من استعادة نحو 3.2 بليون دولار من خسائر تجاوزت 14 بليوناً الأسبوع الماضي، بعد تطمينات البنك الدولي بأن الأسواق العالمية ستتمكن من احتواء أزمة ديون مجموعة «دبي العالمية»، وتأكيد مؤسسات دائنة دعمها لإمارة دبي، إضافة إلى إعلان المجموعة عن تفاصيل إعادة هيكلة ديونها. وارتفعت سوق أبو ظبي المالية 3.9 في المئة، وسوق دبي 1.18 في المئة، بدعم من مستثمرين محليين أغرتهم أسعار الأسهم التي بلغت مستويات لم يحلموا بها خلال الشهور الماضية. وعلى رغم ارتفاع مؤشر بورصة دبي، غير أن اسهم شركات ومؤسسات مال، ترتبط بأزمة ديون «دبي العالمية»، شهدت تراجعاً كبيراً. وتوقع محللون ماليون تحدثوا إلى «الحياة»، أن تشهد اسهم الشركات المرتبطة «بدبي العالمية» تذبذباً قوياً خلال الأيام المقبلة، في انتظار إفصاح الشركات عن مدى انكشافها على مؤسسة «نخيل»، وقرار حاملي السندات بالموافقة على تأجيل تسديد ديون المؤسسة الإماراتية لمدة ستة شهور أو رفضه. ويتوقع أن تعقد «دبي العالمية» اجتماعاً مع كبار الدائنين هذا الأسبوع، لمناقشة طلب تأجيل دفع ديون بقيمة 26 بليون دولار. وعلى وقع التحسن الذي شهدته سوقا الإمارات، ارتفعت بورصات بقية دول الخليج ما عدا سوق البحرين المالية التي تراجعت قليلاً، إذ كسب مؤشر البورصة السعودية أكثر من 13 نقطة، وارتفع مؤشر قطر 23.8 نقطة والكويت 34 نقطة وسوق مسقط للأوراق المالية 12 نقطة. ورجح خبراء أن تتماسك أسواق الأسهم الخليجية أكثر خلال الأيام المقبلة، مع طمأنة مؤسسات عالمية حول سلامة الاقتصاد الخليجي، وعدم تأثره بأزمة ديون دبي. وأكد معهد التمويل الدولي الذي يضم مصارف عالمية كبرى، أن تأثير إعادة هيكلة ديون دبي، سيكون محدوداً على اقتصاد الإمارة الخليجية التي تبنت خلال السنوات القليلة الماضية سياسة طموحة لبناء «بنية تحتية ذات جودة عالية وفريدة في منطقة الشرق الأوسط، من طرق وموانئ ومطارات». وتوقع التقرير، أن تتعافى الإمارات من الركود الاقتصادي هذه السنة، ليسجل العام المقبل معدل نمو في حدود 3 في المئة، لكنه دعا دول منطقة الخليج إلى «تعزيز الشفافية»، باعتبارها «أولوية عاجلة».