عشرة أيام مضت على «فاجعة الامطار والسيول» التي اجتاحت مدينة جدة، ظل خلالها المواطن علي الحارثي متنقلاً بين عدد من اللجان، للبحث عن مأوى لسبعة أفراد يعولهم. بدأ الحارثي رحلة البحث عن بداية الطريق المليء بالحزن والخوف تائهاً لا يعرف إلى من يذهب، وأين يجد سكناً بديلاً ومن أين يوفر لقمة العيش لأسرته الصغيرة التي أتت المياه الجارفة على كل ممتلكاتها. يقول الحارثي ل «الحياة»: «الفضل بعد الله يعود إلى جيراني الذين ساعدوني في إنقاذ زوجتي وأبنائي من الغرق»، مستدركاً بأن الكثير من المواطنين استجابوا لاستغاثاتي المتكررة، وقاموا بإخراج زوجتي وأبنائي من بين الأنقاض، وبعدها نقلنا إلى شقق مفروشة خصصت لإيواء المتضررين. ويضيف: «ملأت المياه منزلي الذي كلفني 200 ألف ريال، ولم تترك لنا أي مكان داخله فقد انهار بالكامل»، مؤكداً أنه لم يتسلم الإعانة المقررة للمتضررين حتى الآن على رغم محاولاته المستمرة مع المسؤولين في الجهات المعنية. وما يزيد من حجم الكارثة على الحارثي وأسرته أن راتبه الشهري لا يتجاوز 1700 ريال، كما أن سيارته الصغيرة التي كان يعتمد عليها في زيادة دخله عن طريق نقل البضائع إلى المحال التجارية جرفها السيل مع ما جرف، وبالتالي خسر الدخل الإضافي الذي كان يغنيه عن طلب المساعدة من الآخرين. ولا يخفي رب الأسرة البائس أن حاله النفسية سيئة، جراء ما شاهده من مواقف صعبة جداً، «لن أنسى ما حييت ما شاهدته ووقفت عليه من مآسٍ لا يقدر حجمها إلا من عاشها، لانني رأيت السيول وهي تبتلع أكثر من شخص، أمامي إضافة إلى السيارات التي أصبحت تتلاعب بها المياه المندفعة كورق الأشجار يميناً وشمالاً. وطالب الحارثي جميع الجهات الحكومية المشاركة ببذل ما تستطيع لانتشال المتضررين من نتائج هذه الكارثة، لافتاً إلى أن هناك من لم يكونوا موجودين داخل جدة، وفوجئوا بضياع ممتلكاتهم من منازل وسيارات.