تحوّل شغف مواطن سعودي بجمع القطع الأثرية إلى متحف كبير في مركز أم الدوم (شمال شرقي محافظة الطائف)، إذ يحوي عشرات القطع الأثرية والنادرة، التي لها علاقة بتاريخ الجزيرة العربية. وافتتح علي بن جهز الذيابي متحفه المكون من ديوانية خاصة بالضيوف والزوار أخيراً، من خلال حفلة حضرها عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام في الطائف. يقول الذيابي: «راودتني فكرة إنشاء المتحف قبل 8 أعوام، وبدأت من حبي وعشقي للتراث القديم الذي عاش عليه آباؤنا وأجدادنا وربط أجيالنا الحاضرة بماضيهم»، لافتاً إلى أن المتحف من الإنجازات الصعبة كصفة شخصية لصعوبة جمع القطع القديمة وتنسيقها لربط الحاضر بالماضي وعدم اندثارها. ويضيف أنه ورث عدداً من القطع من طريق والده، وأخرى جمعها من دول عدة ومناطق داخل المملكة، إذ استغرق جمعها خمسة أعوام، مشيراً إلى أنه لا يزال يجمع القطع الأثرية بعد التأكد من تفاصيلها ومصدرها. ويذكر أن المتحف يتضمن أقساماً عدة، منها الحلي والملابس والأسلحة والعملات والأواني الخاصة بالقهوة العربية، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، بهدف إطلاع الزوار على تلك القطع، إضافة إلى قسم خاص بالصور والكتب النادرة، التي تقرّب الزائر من العصور الماضية. ويتابع الذيابي: «أرافق الزوار في جولتهم على المتحف، حتى أشرح لهم تفاصيل خاصة عن القطع، وكذلك محاولة لربطهم بالماضي، والحياة التي عاشها أجدادنا». وعن قبول المجتمع لفكرة متحفه الخاص، يقول: «هناك تفاوت في قبول الفكرة، منهم من يشجع ويدعم معنوياً ويقدم هدايا تراثية، وآخرون يعارضون ولكنهم يرغبون في الزيارة ويستمتعون بالمشاهدة»، مؤكداً أن الهيئة العامة للسياحة دعمته معنوياً فقط، ويأمل منها بمساعدته في جمع القطع التراثية، وإدراج متحفه من ضمن المتاحف الرسمية في السعودية. ويضيف: «أشكر هيئة السياحة والآثار على دعمها المعنوي ممثلة برئيسها الأمير سلطان بن سلمان، الذي قدمت له دعوة بزيارة المتحف وأبدى بالموافقة المبدئية على الزيارة، ونتطلع من القائمين على المتاحف الخاصة الاهتمام بها، وتلبية طلبات أصحابها لما يخدم آثارنا وعدم اندثارها». ويوضح أنه لا يفكر في العائد المالي حالياً، كون تركيزه على تأسيس متحف «أم الدوم» بالصورة الجميلة، «بالنسبة للجهد بذلت من المال الشيء الكثير، وكذلك الوقت من التنقل من مكان إلى آخر للبحث في جمع القطع لهذا المتحف بغض النظر عن قيمتها المادية، ونتمنى من الدولة التركيز على المتاحف الداخلية وإعطائها نصيباً مثل المتاحف الوطنية». ولا تتوقف موهبة الذيابي على جمع القطع، بل إنه يكتب الشعر ويحفظ عدداً كبيراً من القصائد التي مضى عليها عشرات السنين، ما يجعله مصدراً لعدد من الأحداث التاريخية في الطائف، خصوصاً التي لها علاقة بحياة البادية.