تدخل الطيران الحربي المشارك في عملية «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية أمس لأول مرة منذ بدء العملية المستمرة منذ خمسة أيام لإسناد المقاومة المسلحة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن ضد قوات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، في ظل احتدام المعارك وحرب شوارع تشهدها المدينة بين الفريقين. ويتطلع اليمنيون إلى انفراج سياسي عاجل ينهي المواجهات المتفجرة في أكثر من منطقة ويوقف الغارات الجوية التي تواصلت أمس على مواقع عسكرية ومخازن للسلاح يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية لصالح في صنعاء وصعدة وحجة، وتزامنت الغارات مع هجمات هي الأعنف لمسلحي القبائل وعناصر من تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء وعلى مشارف محافظة مأرب المجاورة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. (راجع ص8و9) ونفى نجل صالح الأكبر أحمد علي في تصريح هو الأول له منذ سنوات «أي علاقة بأي أنشطة عسكرية منذ تعيينه سفيراً في الإمارات أو قيامه بأي دور لصالح طرف سياسي أو ضد آخر». وجاء تصريحه عقب قيام الرئيس هادي بإقالته من منصبه وتعيين محافظين في لحج وأبين في سياق تأكيد الرئيس على تمسكه بشرعيته ومزاولة مهامه الرئاسية. وعبر نجل صالح عن أسفه أن يصل الأمر إلى شن ضربات عسكرية على اليمن، ودعا كل الأطراف اليمنية إلى تحكيم العقل وتغليب مصلحة اليمن، وقال «في نهاية المطاف لن يكون الحل إلا بعودة الناس إلى الحوار والتعايش، ولكن بعد أن تدفع البلاد تضحيات جسيمة». وأكد قادة حوثيون في تصريحات لهم أن الجماعة ارتأت «التريث وعدم الرد على الغارات الجوية لإعطاء فرصة كبيرة لحل الأزمة واستكمال الحوار»، لكنهم في المقابل جددوا رفضهم الاعتراف بشرعية هادي، وهو الموقف نفسه الذي أكد عليه أمس حزب صالح (المؤتمر الشعبي) في بيان اعترض فيه على استمرار هادي في إصدار قرارات رئاسية. وقال الحزب إنه «أكد مراراً وتكراراً أن شرعية عبد ربه منصور هادي قد انتهت بتقديم استقالته الأمر الذي يُفقده الشرعية الدستورية في إصدار قرارات سيادية». ويتخوف اليمنيون من أن تستمر العمليات العسكرية لفترة أطول خشية أن يحدث انهيار أمني واقتصادي شاملان، مع ظهور بوادر نقص في المواد الغذائية وارتفاع لأسعار السلع، في حين بدا أن هناك توافقاً غير معلن بين الأطراف السياسية على عدم إقحام الموارد النفطية ضمن عملية الصراع. وتقع غالبية موانئ التصدير وحقول النفط والغاز تحت حماية قوات موالية للرئيس السابق علي صالح، في حين أكد مسؤول في وزارة النفط ل «الحياة» أمس أن الإنتاج في حقول حضرموتومأرب وشبوة مستمر كما أكد أن عملية التصدير من الموانئ النفطية على البحر العربي متواصلة في شكل طبيعي. وأكد شهود ل»الحياة» أمس أن قوات الحوثيين وصالح طوقت عدن من أكثر من جهة وأن حرب شوارع بمختلف أنواع الأسلحة تدور للسيطرة على المدينة مع مسلحي «اللجان الشعبية الجنوبية الموالية لهادي»، كما أفادت مصادر عسكرية بأن تعزيزات حوثية قادمة الى عدن تعرضت لقصف طيران التحالف والبوارج الحربية المصرية. وأكدت المصادر نفسها أن قوات صالح والحوثيين سيطرت على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حيث مسقط رأس الرئيس هادي وواصلت تقدمها إلى عدن، فيما تعرضت للقصف قوات أخرى في بيحان التابعة لشبوة تشتبك مع مسلحي القبائل منذ يومين. وطاول قصف طائرات التحالف أمس مخازن المؤسسة الاقتصادية العسكرية وألوية الصواريخ غربي صنعاء وألوية الحماية الرئاسية كما استهدف مواقع في الجبل الطويل إلى الشمال الشرقي من العاصمة ومواقع قرب مطار صنعاء ودائرة الإمداد والتموين العسكري. وتحدثت مصادر حقوقية يمنية أمس عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين جراء قصف تعرض له مخيم للنازحين في منطقة المزرق التابعة لمحافظة حجة. وحمّل وزير الخارجية اليمني رياض ياسين المقاتلين الحوثيين المسؤولية نافيا أي صلة للقصف بالعمليات العسكرية. وقال إن الانفجار في المخيم لم تتسبب به قوات التحالف العربي وإنما كان نتيجة قصف مدفعي من الحوثيين. كما أكد أن حكومته لم تجر أي اتصال بجماعات الحوثيين منذ بدء الضربات الجوية يوم الخميس الماضي.