قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى السعودي الدكتور سعود بن حميد السبيعي، أن «الغضبة السعودية التي عبرت عنها عاصفة الحزم تركت انطباعاً مدهشاً محلياً وعالمياً، بوصفها أظهرت للآخرين الوجه الآخر للمملكة، التي اشتهرت بجنوحها إلى السلم، والدعوة إلى الحوار». وأضاف: «اشتهرت السعودية بأنها لا تتدخل في شؤون الدول، وترفض هي الأخرى التدخل في شؤونها، وأنها معطاءة مع أشقائها، سخية في الكوارث والأزمات، مساهمة بفاعلية في المبادرات الإنسانية الدولية، فأعطت تلك الشخصية أحياناً صورة غير واقعية عن المملكة بأنها ليست مصدر قوة، فكانت هذه الأزمة فرصة ليتعرف الآخرون إلى الجانب الآخر من حزم المملكة وحوارها الصارم، الذي لا تستوعب بعض الأطراف سوى منطقه». وأشار إلى أنه «عند إسقاط تلك الفكرة على اليمن، نجد السعودية قدمت كل شيء للدولة اليمنية، ولكن يعبث بأمنها مجموعة من المرتزقة ويعيثون في الأرض الفساد، تحت غطاء دولة خارجية، لإيذاء السعودية والتحرش بأمنها وحدودها، فكان لا بد من وقفة حازمة صارمة، تمت باحتراف واستناد إلى أكثر من مبدأ إقليمي وعربي ودولي، فإلى جانب طلب السلطة الشرعية في اليمن التدخل كان هناك ميثاق جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ومبدأ الدفاع عن النفس الذي ينص عليه القانون الدولي». ورأى السبيعي أن «القوى الأجنبية التي تتحرش بأمن الدول العربية، استوعبت الرسالة جيداً، وهي الآن لا بد أن تكون مرهوبة من سرعة تكوين الحلف الدولي ضد تدخلاتها في شأن المنطقة العربية، وهو تشكيل أظهر للآخر أن مصدر قوة المملكة ليس الكرم والحب والإخاء فقط، ولكن أيضاً التأييد العالمي على المستويات كافة، والقوة المعنوية والثقل الإسلامي والأخلاقي والعسكري، وهي عوامل بمجموعها أعطت للحرب بعداً آخر يجعلنا نفتخر بموقع بلادنا وحنكة قادتها». ولفت عضو الشورى إلى أن بين الأسباب التي عجلت بالالتفاف العالمي حول السعودية ودول الخليج عندما بادرت بإطلاق عاصفة الحزم، هو «اطلاع الأطراف الإقليمية والدولية على الجهود المضنية التي بذلتها المملكة، قبل إطلاق الرصاصة الأولى في سبيل جمع شمل اليمنيين على كلمة حوار واحدة، يتفقون فيها على وضع حد لانهيار وطنهم، وتوقف إيذاء جيرانه، نيابة عن أطراف لا تريد لأمتنا خيراً، فكان الجميع يتفهم مسلك آخر الدواء الذي هو الكي، يوم لم يستجب المتمردون لصوت الحكمة والسلام، فنحن لا نريد أذى للجيران ولكن الخونة الذين فتحوا أبواب أوطانهم للغرباء، لا بد من تأديبهم على أفعالهم، بواسطة اللغة التي يفهمونها وهي القوة».