وصف المشرف على «بيت الشعر» في جمعية الثقافة والفنون بالدمام زكي الصدير الشاعر محمد العلي ب«حامي الحداثة»، وقال إنه «صوب كلماته في وجه الظلام، وشق بسواعده نافذة للصبح في جدار الليل»، مشيراً إلى أن هذه القامة الثقافية وقفت «راعيةً وحاميةً للحداثة بكل ما حملت في الستينات من رغبة في الحرية، وفي زحزحة الساكن، وفي إيقاظ الغفلة، وفي طرح وترسيخ السؤال حيال كل ما هو جاهز ومنجز. ثم كيف فتح صدره عارياً في فترة لاحقة، وذلك أمام سهام الخائفين من التغيير، حاميا الفئة القليلة والغضة من نصال امتدّت بقسوة السواد مريدةً اختطاف مكتسبات؛ دافع العلي ورفاقه من أجل تحريرها من الظلام». وأوضح أن ما قدمه خلال سيرته الشعرية التي تجاوزت 60 عاماً «نبيل ووقف وحيداً على سفح الجبل متحدياً صخرة سيزيف، وساخراً من إرادة زيوس». ولفت زكي في حفلة تكريم العلي إلى أن تأخر اللحاق بركب يوم الشعر العالمي أسبوعاً عن موعده «كان بهدف أن يقدم البيت ما يليق بهم وبضيفنا المحتفى به محمد العلي»، مضيفاً أن بيت الشعر «عمل كفريق إداري وثقافي وفني وإعلامي على العمل اليومي المتواصل طوال الأشهر الثلاثة الماضية، للخروج بمهرجان شعري ثقافي فني يتزامن مع اليوم العالمي للشعر، يتجاور الشعر فيه مع التشكيل والمسرح والموسيقى والسينما. لذلك اخترنا بكل فخر أن تحمل الدورة الأولى من مهرجان بيت الشعر الأول لهذا العام اسم الشاعر العربي السعودي الكبير محمد العلي، وذلك تقديراً لمشروعه الأدبي طوال حياته التي امتدت بين الشعر والفكر والصحافة».