استبقت إسرائيل اتفاقاً قد تبرمه إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، متعهدة السعي إلى إحباطه حتى حزيران (يونيو) المقبل، كما دعت إلى «التصدي» لما سمّته «محور إيران – لوزان – اليمن»، معتبرة انه «خطر جداً على البشرية». في مدينة لوزان السويسرية، التقى وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري، كما اجتمع الوزير الإيراني مع نظرائه الصيني وانغ يي والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير. وكان ظريف كتب على موقع «فايسبوك» أن المفاوضات حققت «تقدّماً في طريق الوصول إلى حلول مقبولة»، مستدركاً: «ما زال علينا العمل حول مسائل مهمة. على الطرف الآخر أن يحدد خياره الاستراتيجي، إما الضغط والعقوبات، وإما التعامل والاتفاق». وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري ألغى رحلة كان يفترض أن يجريها اليوم إلى بوسطن، لحضور احتفال في ذكرى صديقه الراحل السناتور إدوارد كينيدي، من أجل البقاء في لوزان. كما قال مصدر ديبلوماسي إن فابيوس وشتاينماير أجّلا زيارة مقررة إلى كازاخستان اليوم، من أجل متابعة المفاوضات النووية. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قالت لدى وصولها إلى لوزان: «نحن أقرب من أي وقت إلى اتفاق، وعلى رغم ذلك ما زالت هناك نقاط حساسة تتطلب معالجة». في غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «الاتفاق الخطر الذي يتم التفاوض عليه في لوزان، يؤكد كل مخاوفنا، بل أكثر من ذلك». وتطرّق خلال جلسة للحكومة، إلى أحداث اليمن قائلاً: «محور إيران – لوزان - اليمن خطر جداً بالنسبة إلى البشرية، ويجب التصدي له ووقفه». وأضاف: «بعد محور بيروت - دمشق وبغداد، تعمل إيران من أجل إخضاع الشرق الأوسط بأكمله واحتلاله». وأكد أنه يحظى ب»دعم راسخ ومتواصل» من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس الأميركي. وكرر وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شتاينتز انتقاده «اتفاقاً سيئاً مليئاً بثغرات». وأعرب عن أملٍ بانهيار المفاوضات، قائلاً: «ما زالت أمامنا فرصة، لسنا وحدنا في هذا الموقف. هناك شكوك جدية أيضاً إزاء هذا الأمر، في الولاياتالمتحدة وأوروبا وفرنسا وبريطانيا». أما وزير الداخلية جلعاد أردان فأشار إلى «فرص قوية لإبرام اتفاق مبدئي في غضون يومين»، مستدركاً أن «توقيع الاتفاق النهائي يُرجّح أن يحدث في أواخر حزيران (يونيو)، ما سيعني توافر وقت لبذل مساعٍ ديبلوماسية» لإحباط الاتفاق. وتابع: «هذا الأمر لم ينتهِ بعد. هناك الكونغرس الذي قد يكون العقبة الأخيرة أمام رفع العقوبات عن إيران، كما أن اللاعبين المشاركين في المفاوضات لم يوافقوا على كل الشروط. ما زال هناك حيّز كبير لتحركٍ ديبلوماسي قبل إبرام اتفاق نهائي». وأشار إلى أن إسرائيل ستجري «إعادة تقويم كاملة لسياستها الأمنية»، في حال التوصل إلى اتفاق، معتبراً أن دولاً في المنطقة قد «تنخرط في سباق تسلّح نووي». وشدد تساحي هنغبي، نائب وزير الخارجية، على أن «إسرائيل لن تشعر بأنها ملزمة باتفاق أبرمه آخرون، وستدافع عن نفسها في كل الحالات». وسخر من «أوهام بريطانيا وألمانيا وفرنسا التي تعتقد بأن إيران ستحترم التزاماتها» في أي اتفاق. لكن النائب عن حزب «العمل» نحمان شاي انتقد سياسة نتانياهو، قائلاً: «هُزِمنا في هذه المسألة، والنتيجة سيئة بالنسبة إلى إسرائيل التي فشلت في كبح البرنامج النووي الإيراني». وزاد: «وجب علينا العمل من وراء الكواليس وترك القوى الدولية لعملها، وتجنّب تحويل البرنامج النووي الإيراني صراعاً بين إسرائيل وإيران».