ينتظر أن تتحول الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري، والتي دعا رئيس البرلمان نبيه بري إلى عقدها الثلثاء المقبل، مختبراً لطرح القضايا السياسية الحساسة التي أثيرت خلال فترة إعداد البيان الوزاري، ومنها موضوع سلاح المقاومة وعلاقات لبنان الخارجية، وبينها علاقته مع سورية، وموضوع إلغاء الطائفية السياسية، فضلاً عن القضايا الحياتية والاجتماعية الاقتصادية المتأزمة، خصوصاً أن عدد طالبي الكلام من النواب قفز فور تحديد موعدها الى أكثر من 50 من أصل 128 نائباً هم عدد أعضاء البرلمان. وفي وقت يتوقع أن يزداد عدد النواب طالبي الكلام اليوم وغداً، لم تستبعد مصادر نيابية أن تمتد مراحل الجلسة التي كان بري يأمل بأن تكفي أيام الثلثاء والأربعاء والخميس المقبلة لإنهائها بالتصويت على الثقة بالحكومة، الى ما بعد الخميس، إلا إذا تدخل رؤساء الكتل النيابية في الموالاة والمعارضة لدى النواب من أجل تخفيف عدد طالبي الكلام، لإتمام العملية الدستورية التي تتيح للحكومة الانتقال الى العمل التنفيذي، وسط تحضيرات لبرامج ومشاريع طموحة كان الحريري، وعدد من الوزراء، درسها لمعالجة عدد من الملفات الاقتصادية والمعيشية المرتبطة بالكهرباء والمياه والهاتف وتطبيق إصلاحات «باريس – 3» الذي عُقد العام 2007 لمساعدة لبنان على تجاوز مديونيته. وسيحدد مسار مداخلات النواب والمناقشات للبيان الوزاري نوع الرد الذي سيدلي به الحريري على ما يطرحه النواب، والذي تختتم فيه عادة المناقشات النيابية قبل عملية التصويت. ويترقب الوسط السياسي الوجهة التي ستسلكها هذه المناقشات بالعلاقة مع المصالحات التي كانت أجريت أخيراً، والفرز السياسي الجديد الذي يمكن أن تقود إليه في تناول قضايا الخلاف بين الكثير من الفرقاء، لا سيما موضوع سلاح المقاومة الذي تحفّظ خمسة من الوزراء عنه في جلسة مجلس الوزراء لإقرار البيان. وفي هذا السياق قالت مصادر معنية بالمصالحة المسيحية – المسيحية إن الاجتماع الذي عقده زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون مع مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك نصرالله صفير أول من أمس والمصارحة التي تخللته وردود الفعل الإيجابية عليه، شكلت دافعاً لتكثيف الاتصالات من أجل توسيع المصالحة المسيحية، لا سيما بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية من جهة، وبين جعجع والعماد عون من جهة ثانية. واجتمع رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه مع جعجع في هذا الخصوص أمس، على أن يتابع اتصالاته مع البطريركية المارونية ولجنة من المطارنة مع فرنجية وعون خلال الأيام المقبلة. وكان الحريري أكد أمس في برقية بعث بها الى نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «الوقوف الى جانب دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، خصوصاً مع إمارة دبي التي ستبقى بإذن الله نموذجاً لنجاح العرب وتقدمهم». وأبرق الحريري بالمعنى نفسه لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وولي العهد في إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعيد الأضحى.