اعتبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان خطر الارهاب على روسيا «مرتفع جداً»، وشدد على ضرورة مواجهته، وقال إن «علينا القيام بخطوات إستباقية لمكافحة التهديدات الجديدة». تزامن ذلك مع عثور الشرطة على قنبلة في سيارة قرب محطة سكك حديد في شمال روسيا امس، بعد أيام من مقتل 26 شخصاً في هجوم بالمتفجرات استهدف قطاراً قرب موسكو. وأفادت وكالتا انباء «ريا نوفوستي» و «انترفاكس» أن المحطة التي عثر فيها على القنبلة امس، تقع قرب الحدود الروسية - الفنلندية على بعد 900 كيلومتر شمال موسكو. واستعرض بوتين في حديث تلفزيوني مباشر أجاب خلاله على أسئلة مواطنين امس، أبرز محطات العام الأخير في روسيا وخارجها وتوقف مطولاً عند الأحوال المعيشية والأزمة الإقتصادية وتداعياتها، كما تطرق إلى ملفات سياسية عدة، وقال إنه «يفكر في مسألة ترشيح نفسه لولاية ثالثة في العام 2012». وهذا الحوار التلفزيوني المباشر هو الثامن الذي يجريه بوتين مرة في العام، وهو اصبح تقليداً منذ تولى بوتين الرئاسة للمرة الأولى عام 2000. واستمر الحوار الذي بثته القنوات التلفزيونية الحكومية مباشرة نحو خمس ساعات، أجاب خلالها بوتين على عشرات الأسئلة التي اختيرت عشوائياً من ضمن نحو 1.6 مليون سؤال تلقاها خلال تلك الفترة. وشكلت مسألة مكافحة الإرهاب محوراً أساسياً للحوار بعدما تعلق السؤال الأول في الحوار بحادث تفجير سكة القطار السريع قبل أيام، وقال بوتين ان الكثير من الدول تواجه تصاعد الارهاب، و «لا تعد روسيا استثناء، على رغم أننا بذلنا جهوداً غير عادية لحسم الوضع. لكن الخطر لا يزال قائماً. ويمكننا ان نتخذ خطوات فعالة. لكن من اجل تحقيق ذلك يجب ان يدرك كل واحد منا مدى خطورة الارهاب ويكون يقظاً. كما يتوجب علينا بذل الجهود الاستباقية والوقائية، علماً ان الحيلولة دون وقوع جرائم كهذه وخاصة في مشاريع البنية التحتية امر غاية الصعوبة. ولا بد من ان تكون افعالنا استباقية». وربط بوتين الحادث الأخير مع تصاعد موجة العنف في منطقة القوقاز متعهداً بمواصلة «العمل بحزم لمواجهة هذه الظاهرة». ولدى تطرقه إلى ملفات السياسة الخارجية، وجه بوتين انتقادات مباشرة إلى واشنطن معتبراً عدم التراجع عن قيود تجارية قديمة كانت مفروضة على الإتحاد السوفياتي «مفارقة تاريخية تستخدمها مجموعات ضغط ضد تحسين العلاقات مع روسيا». وقال بوتين ان الانضمام الى منظمة التجارة العالمية «يبقى من اهدافنا الاستراتيجية». وأضاف: «لاسباب لا نعرفها تقوم بعض الاطراف ومنها الولاياتالمتحدة بعرقلة انضمامنا الى منظمة التجارة العالمية». في الوقت ذاته تحدث بوتين عن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش معرباً عن استعداده للتعاون معه ولقائه ووصفه بأنه «رجل أمين ومخلص ورفيق طيب». وأطلق عبارات مجاملة مماثلة لرئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا توموتشينكو التي تحسنت علاقاتها أخيراً مع موسكو، وقال إن التعامل معها يبعث على السرور، لكنه نصحها في الوقت ذاته بعدم ترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة الأوكرانية المقبلة في بداية العام المقبل. وأكد بوتين ان «من اولويات مهامنا هو التكامل مع الجمهوريات السوفيتية السابقة، لذا نحن مرتاحون لعملية تشكيل الاتحاد الجمركي الذي سيضم روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا. لكن بعد تأسيس هذا الاتحاد الجمركي يجب علينا ان ننضم الى منظمة التجارة العالمية سواء كاتحاد جمركي او على انفراد بعد الاتفاق مع شركائنا في الاتحاد». واعترف بوتين بوجود قصور كبير في مسألة مكافحة الفساد، واعتبر ان هذه المشكلة «اصابتنا في شكل عميق. لكن الامر لا يخص بنا فقط. بعمق وتعد ملحة جداً»، متعهداً بمواصلة العمل على مواجهتها.