أوضح المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن المسلم ذو عزة وكرامة، عزته يستمدها من عزة الله جلا وعلا الذي آمن به رباً وإلهاً ومعبوداً. وقال في خطبة أمس (الجمعة) بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: «لا نرضى بالمجرمين الفاسدين أن يتربصوا بالأمة، هؤلاء الفرس الذين يحاولون اتخاذ أشخاص لا شهادة لهم وقليلي العلم والمعرفة وذوو أخلاق قبيحة يريدون بهم أن يضروا بأمتنا». وأضاف: «هذه البلاد المباركة لا ترضى بالذل والهوان وتحسن وتبذل وتعطي، لكن عندما يتعلق الأمر بالدين فلا ينفع إكرام، ولا بد من قوة تردع الظالمين وتقضي على المسيئين، لوقف المسيء عند حده». وأوضح: «نحن نخاطب إخواننا الجنود البواسل فنقول لهم نشكركم على الفعل الطيب وندعو لكم بالتوفيق ونشد على أيديكم، فأنتم في الإسلام فجاهدوا وقاتلوا أعداء الله بإخلاص وعزيمة وصدق، فإن الله جلا وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)». ودعا الأمة الإسلامية إلى «توحيد كلمتها وصفوفها لتتخلص من ظلم الظالمين وطغيان الطاغين، والاستعداد وأخذ الحذر»، مشيراً إلى أن «أمة الإسلام ذات وعي وانتباه وحرص على ما يحقق أمنها واستقرارها، فأعداؤنا يتربصون بنا لا لشيء، ولكن للحقد الذين يحملونه ضد الأمة الإسلامية، والواجب على الأمة أن تدافع عن دينها، ونبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)»، مؤكداً أن «الشهادة وسام شرف وعز لمن قتل دون دينه ودون ماله ودون أهله، لأنه لا يستسلم لأهل الشر والبلاء فله قوة ومناعة، لا يرضى على دينه بل يدافع عن دينه وأمته وعن أرضه، اتباعاً للحق الاتباع المشروع». وأضاف: «إخواني في اليمن السعيد اتقوا الله في أنفسكم واحمدوا الله أن هيأ لكم هذه الدولة التي ردعت عنكم ظلم الظالمين، وأزالت عنكم هذا الكابوس الضار الجرثومة الفاسدة التي جاءت لإفساد الدين والأخلاق والقيم والفضائل، فكونوا يقظين في أمركم واعتصموا بحبل الله، وقفوا صفاً واحداً أمام التحديات، فإنها فئة ضالة يتسترون بالدين والعقيدة، الذين يريدون نشر الفساد بين المسلمين فاتقوا الله في أنفسكم، فيا سكان اليمن المبارك اتقوا الله في أنفسكم وقفوا صفاً واحداً ودافعوا عن عقيدتكم من هذه الفئة الضالة المضلة التي لا تريد خيراً بل تريد الشر والفساد.