حذر قادة أمنيون عراقيون من استمرار توقف العمليات العسكرية في تكريت لأن «داعش» يستغل الوضع ويشن هجمات مضادة، بعضها انتحاري، على مواقع الجيش و «الحشد الشعبي» التي تحاصر المدينة منذ عشر أيام من دون تقدم. ولم تحسم قضية مشاركة طيران «التحالف الدولي» في معارك تكريت، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية عدم تسلمها طلباً من الحكومة العراقية لتنفيذ غارات جوية حتى الآن، فيما تسربت انباء عن اجتماعات رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة الجيش و «الحشد الشعبي» لاتخاذ قرار في هذا الشأن. وقال ضابط في قيادة العمليات في صلاح الدين ل «الحياة» أمس إن «المعركة في تكريت ما زالت متوقفة وقوات الأمن تواصل فرض الحصار محاصرة عناصر داعش المتمركزين وسط المدينة وفي القصور الرئاسية». وأضاف إن «توقف المعارك سمح للتنظيم بشن هجمات مضادة على مواقع الجيش والحشد الشعبي ولكنها باءت بالفشل»، وحذر من «تصاعد هذه الهجمات خلال الايام المقبلة». وأوضح أن «التنظيم شن هجومين واسعين للمرة الأولى منذ بدء معركة تكريت بعدما كان في موقع الدفاع»، وأوضح أن «الهجوم الاول وقع الخميس الفائت في مناطق غرب تكريت وهي الحلقة الأضعف لارتباطها بمناطق صحراوية في الانبار والموصل». وزاد إن «الهجوم الثاني حصل امس في منطقة العباسية التابعة لقرية مكيشيفية، شمال سامراء، وشنه انتحاريان وقناصة لفتح جبهة جانبية خلف تكريت، وباءت بالفشل ايضاً»، وأشار الى أن «التحالف الدولي لم يشن أي غارة جوية في تكريت». من جهة أخرى، أكدت «كتائب حزب الله» في بيان امس إفشال هجوم ل «داعش» شنه انتحاريان لإحداث ثغرة في الحصار المضروب على تكريت. وأوضحت ان «معظم المهاجمين البالغ عددهم نحو 50 عنصراً، وفي مقدمهم الانتحاريان قتلوا او جرحوا». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن عدم طلب الحكومة العراقية من التحالف تنفيذ غارات جوية لدعم الجيش في استعادة تكريت. وأضاف إن «القوات الأميركية لا تنفذ أي غارة من دون طلب رسمي من حكومة بغداد وإقليم كردستان»، وأشار الى أن «القوات العراقية تطوق المدينة لكنها لم تحقق تقدماً حتى الآن وخطوط الجبهة جامدة». وأفادت مصادر سياسية أن لقاءات يجريها العبادي مع قادة في الجيش و «الحشد الشعبي» لمناقشة الطلب من التحالف الدولي شن غارات في تكريت بعد توصيات من قادة عسكريين ميدانيين عراقيين، وسط تحفظ قادة الحشد، فيما لم تعلن الحكومة حتى الآن موقفها ازاء مشاركة «التحالف» في معركة تكريت. وقالت مصادر مقربة من التيار الصدري إن المئات من عناصر «سرايا السلام» التابعة للتيار وصلوا الى تكريت. وفي الانبار، أعلن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد سعد معن تطهير مركز ناحية الكرمة، شرق الفلوجة، وأضاف إن العملية أسفرت عن قتل 16 ارهابياً وتفكيك حزام ناسف ومعالجة 22 منزلاً مفخخاً و17 عبوة ناسفة وتدمير عجلتين مفخختين و15 وكراً للإرهابيين واربعة زوارق». في بغداد، أفاد مصدر في وزارة الداخلية، أن عبوة ناسفة انفجرت امس قرب سوق شعبية في منطقة سبع البور شمال العاصمة، أسفرت عن قتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة.